قدمت مجموعة من الشباب «مجموعة عزبة التائبين» فيلماً وثائقياً، يقدم بإبداع لأزمة شباب في الحصول على سكن، الفيلم القصير (22 دقيقة)، قدم في قالب الكوميديا السوداء، تميزت بتعددية المعالجة دون إهمال قضيته الرئيسة.
قصص واقعية أثبتت كيف أصبح ارتفاع الإيجارات وغلاء الأراضي عائقين أمام حصولهم على حقهم في السكن وبداية حياة شريفة، بل وصلت بهم الحال إلى التشرد. اسم الفيلم ذكي أيضاً: «مونوبولي» لعبة التجارة والاحتكار.
تنطلق فكرة الفيلم من شاب يعيش في سيارة «فان»، بانتظار إنجاز الوحدات السكنية الموعودة، حيث يعرض بسخرية كيف يستمتع بحياته على هذا النحو «ولا ينقصه شيء، والحمدلله»، فيما يعمل في مجال الأعمال الحرة، من خلال عرض أفلام سينمائية للأطفال بطريقة غير نظامية، حيث لا يسمح بالعروض السينمائية أصلا.
شاب آخر هاجر إلى البرازيل لتصدير الإرث الكروي السعودي إلى هناك وتدريب أطفالها على كرة القدم، فيما ينفي اتهامه بتهريب «الخطط العلمية» السعودية في كرة القدم إلى الدول الأجنبية!، حيث يعيش ويسكن بالمجان في أحد الأحياء العشوائية، قبل أن تنتهي إقامته ويذهب إلى كولومبيا!.
الفيلم وثق أيضاً لمجموعة أخرى من 4 شباب، اضطروا للسكن في غرفة واحدة؛ لكل منهم حكاية، إلا أن رفع سعر الإيجار حوَّلهم إلى مشردين، ولم يبق لمساعدتهم سوى أول سعودي يقيم في سكن متنقل في الألفية الجديدة.
الجميل في الفيلم ليس توثيقه فقط للقصص، ولكنه قدم لحل عبر مقابلة مع الزميل عصام الزامل الذي قال إن الحل الوحيد لمشكلة ارتفاع أسعار الأراضي هو «سن رسوم سنوية على الأراضي البيضاء». وهو ما يشير إليه كثير من المتخصصين.
طبعاً لا بد أن يدور في خلدك وأنت تتابع الملف بحث واستقصاء عن علاقات تجار التراب، أقصد، العقار، بأصحاب القرار الذين يرون الحل ويغمضون عيونهم، أو تسد جيوبهم، أو قد يخيل لك أن ملاك هذه الأراضي البيضاء محصنون ومن أصحاب النفوذ والجاه ولا يجوز المساس بمصالحهم، وليذهب الشباب إلى «الفان»!.
الفيلم سيمثل نقلة في إنتاج أفلام سعودية قصيرة تذهب مباشرة للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية على هذا النحو، ولن أبالغ إن قلت إن هذا الفيلم سيحطم طاقات الإبداع ويأتي بمحاولات إنتاجية إبداعية متنوعة لاحقة.
هذا الرصد الموثق لا بد أن يؤخذ بجدية، ويتم التعامل معه باهتمام، فهو يقدم مشكلة وطنية بامتياز ويلمح إلى أعرضها الجانبية الخطرة.
وأدعو هنا مجلس الشورى الموقر إلى افتتاح جلسته القادمة بعرض الفيلم أمام أعضائه قبل الجلسة، لعلهم يتحدثون عنا، لعلى وعسى!.