أبدى أحــــد المشايخ مخاوفه من استغلال صور النساء التي تلتقطها كاميرات نظام ساهر أثناء وجودهن داخل السيارات المخالفة. وقال (لو حدث هذا فإنه أمر خطير ويجب أن يوجد له حل، إذ إنّ بعض السيدات على الطرق السريعة تكشف عن وجهها مطمئنة بأن لا يراها أحد)، وطالب بتصوير اللوحة بدلاً من الركاب لضمان عدم انتهاك أعراض الناس والتجسس على محارمهم!
وأقدِّر غيرة الشيخ بحسب ما نُـقل له وصور، ولعل ذلك يكون دافعاً للسائق المواطن بالالتزام بقواعد المرور، وعدم مخالفتها حينما تصحبه إحدى محارمه كي لا تلتقط كاميرا ساهر صورتها وما يتبعها من انتهاك عرض صور الحرائر أو التجسس عليهن حسب حديث الشيخ. وأتبع ذلك بمناشدته ولاة الأمر ومطالبتهم بوقفه! لماذا؟ لأنه (أرهق جيوب الناس بالمخالفات)! وقد لامس كلامه قلوب الناس ودغدغ عواطفهم فأشادوا بحديثه رغم انزعاجهم من بعض فتاويه الجريئة!
وحين قرأت عن استبشار الناس بتصريح الشيخ، تذكّرت قصة قديمة لسيدة توفي عنها زوجها وترك لها ابناً مستقيماً يملك صفاء النية وطهارة القلب، بينما هي لديها سلوك منحرف وعلاقة مشبوهة مع رجل. وكان ابنها يخرج لعمله صباحاً ويعود في الظهيرة، فتستغل أمه هذا الوقت بحضور صاحبها لولا أنها واجهت مشكلة تجمع رجال الحي تحت ظل شجرة السدر الكثيفة المتمددة على جدار منزلها إلى الشارع، مما يعيق تواجدهم حضور صاحبها. ففكرت بطريقة لانفضاض هؤلاء الرجال واستغلّت طيبة قلب ابنها وأبلغته بضرورة اجتثاث هذه الشجرة لتجمع العصافير(الذكور) عليها وانتهاك خصوصيتها حين تتخفف من ملابسها للوضوء.
غلت شرايين غيرة ابنها وقطع شجرة السدرة القذرة بِراً بوالدته وحفاظاً على شرفها من الطيور البريئة! ولم يدرك أنه فتح المجال للطير الجارح بحرية التحليق ودخول الوكر بسلام دون مراقبة أو خوف من الرجال البسطاء.
وحين يطالب أحد بوقف ساهر وتعطيل كاميراته خوفاً من تصوير الحرائر؛ فكأنه بذلك يتخوّف من أمر يسير يمكن الاحتراز منه مقابل أمر عظيم، وحصول الحوادث وتسببها بالموت وخطف الأرواح أو الإعاقة.
وحتى لا يكون أحدنا ضحية كابن المرأة؛ فإنه يحسن بمن يناشد بوقف ساهر أن يطالب الناس بعدم السرعة أو قطع الإشارة. فالإحصاءات تؤكد والمشاهـِـد تثبت والواقع يبرهن تناقص حوادث السير وحالات قطع الإشارة بسبب فرض الغرامات ولا شيء غيرها. حيث لم تجدِ التوعية ولا التوقيف في السجون!
وفي الوقت الذي تتفتّق به أذهان الناس عن حيل للهروب من ساهر وغراماته، وما يفعله الجهلاء بتكسير الكاميرات أو تخريب السيارات أو التحريض بالتبليغ عن أماكن تواجدها؛ كان ينبغي ـ بدلاً من ذلك - التعاون على حفظ الأرواح والممتلكات، والتواصي على السلوك الحضاري في الالتزام بقواعد السير.
وما رأينا ساهراً متجنياً على ملتزم بقواعد المرور إلاّ أولئك المتهورين أو المهملين بعدم المحافظة على لوحات سياراتهم من السرقة، وبالتالي استخدامها من لدن ضعاف النفوس.
rogaia143@hotmail.comwww.rogaia.net