يشتكي الكثير من الباحثين والمهتمين في قوانين التجارة الدولية من ضعف مصادر المعلومات السعودية حول منظمة التجارة العالمية منذ انضمام المملكة لعضويتها عام 2005، خاصة المسائل ذات الصلة بالتزامات المملكة وتعهداتها في مجال اتفاقية التجارة في السلع، واتفاقية الخدمات، واتفاقية الجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية، واتفاقيات القواعد (اتفاقية مكافحة الإغراق وأخواتها). ويعولون كثيراً على المعلومات التي يفترض أن توفرها وزارة التجارة والصناعة باللغة العربية على موقعها الإلكتروني بحكم أنها الجهة المعنية بتمثيل المملكة لدى المنظمة. لكن الموقع، حتى تاريخه، لا يتضمن سوى معلومات طفيفة وهامشية عن المنظمة وعن حقوق والتزامات المملكة في إطارها والتي لا تتعدى ثلاثة مواضيع فقط. الموضوع الأول: كلمة لوزير التجارة والصناعة السابق الدكتور هاشم يماني بعنوان «إستراتيجية الإصلاح وإعادة الهيكلة الاقتصادية» ألقاها أمام مجلس شيكاغو للعلاقات الخارجية عام 2006م. والموضوع الثاني: عبارة عن أسئلة وأجوبة مفترضه أعدها بعض أعضاء الفريق التفاوضي السعودي لا يخل بعضها من الأخطاء القانونية. أما الموضوع الثالث: فهو بعنوان شهادة المطابقة للسلع المصدرة إلى المملكة. وحسب علمي أدرجت تلك الموضوعات بعد انضمام المملكة لعضوية المنظمة عام 2005م وتوقف الموقع على تلك المعلومات حتى تاريخه. المفترض أن يتحول الموقع إلى أيقونة معلومات شاملة للنظام القانوني للمنظمة واتفاقياتها الرئيسة، ولجدول التعهدات الموحد الخاص بالمملكة، وبروتوكول انضمامها لعضوية المنظمة، وتطورات المفاوضات التي تجري في إطارها، وعوامل النجاح في التقدم بالمفاوضات، وأسباب تعثرها، وعن مصير أجندة الدوحة ومراحل التنفيذ التي وصلت إليها. فالباحثون السعوديون والمهتمون يجدون حرجاً في البحث عن تلك المعلومات وعدم توفيرها من قبل الجهة السعودية المختصة، وبالتالي لجوؤهم إلى موقع المنظمة أو جهات أخرى لبحث نقطة تتعلق بجدول التعهدات الموحد الخاص بالمملكة على سبيل المثال. ونعتقد أنه حان الوقت لتكليف مكتب ممثل المملكة لدى المنظمة في جنيف بالإشراف على موقع المنظمة في وزارة التجارة والصناعة وتغذيته باستمرار بالمعلومات التي تهم المملكة والمهتمين بهذا الموضوع من باحثين واقتصاديين. ووضع رزنامة المؤتمرات المهمة على الموقع، والنتائج التي أسفرت عنها المفاوضات، ومواقف الدوللمتباينة حيال الموضوعات المدرجة على جدول أعمال المنظمة، لكي تكون الصورة أكثر وضوحا لنا كسعوديين، وأقرب للفهم والاستيعاب.