قابلت قبل أيام أحد المسئولين في شركة مقاولات كبيرة، وسألته عن مدة تنفيذ أحد مشروعاتهم وهي حفر للصرف الصحي (أكرمكم الله) في أحد شوارع مدينة الرياض فأجابني بأنه على الأكثر سوف تستمر شهرين وللمصادفة، وأنا أحادثه جاء المسئول المباشر لهذا المشروع وسألته أيضاً عن مدة التنفيذ، وقال لي إن مدة التنفيذ أربعة أشهر، فتبين لي في الأخير أن الذي سألته في الأول كان جديداً في الشركة ولا يعلم خبايا هذه الأمور وكيفية التعامل معها، فسألت نفسي: هل يومنا الاعتيادي يختلف عن يوم المقاولين؟
أعتقد أن عملهم اليومي 12 ساعة من 6 صباحاً حتى 6 مساءً تعتبر لدى المقاولين نصف يومهم فبالتالي يحتاجون إلى يومين حتى يعملوا 24 ساعة حتى يصبح لديهم يومهم كاملا.
إن هذا التفاوت الكبير في قطاع المقاولات بين شوارع في مدينة الرياض بالتحديد تختلف بين منطقة وأخرى؛ حيث يوجد كثير من أعمال هذه الشركات متوقفة لأكثر من ستة أشهر وبدون أي إيضاحات لأسباب هذا التوقف غير المبرر، وفي أحايين كثيرة يؤثر على حركة مشي السيارات داخل الأحياء، وأيضاً توجد بعض الشوارع كل سنة هناك حفرية تقام فيه على أقل تقدير، إن لم تصل إلى حفريتين وثلاث (مع أنه نفس الشارع)؟
ويا ليت يكون على الوجه المطلوب أو المأمول، بل تبدأ فيه أثر الحفر والتشققات بعد أشهر بسيطة من انتهاء العمل فيه، ويصبح غير صالح وتأتي شركة أخرى لتقوم بنفس ما قامت الشركة التي قبلها وهكذا دواليك.
إن الأمر قد أصبح ظاهراً للعيان على الأقل في المدن الرئيسية، وإن لم تجد وزارة النقل والمواصلات والجهات ذات العلاقة الحل الأمثل، وأن يكون حلاً جذرياً للمشكلة، وإلا سوف تتفاقم، وقد تصبح ظاهرة يوماً ما؛ فالدول المتقدمة سبقتنا، ولا بأس بأن نأخذ منهم ما توصلوا إليه.