كنت مع والدي في يوم العيد في نقاش أبوي، فذكر لي جملة تكتب بماء الذهب بعد أن نقل لي تجربة في دراساته التي كانت في أمريكا وغيرها؛ حيث قال لي: وددت يا ابني أن نكون أناساً صالحين لا يقودنا بلد معين في الصلاح، فالإنسان الصالح أعم من المواطن الصالح، المواطن الصالح قد تحكمه الحدود الجغرافية؛ فمجرد ما يعبرها تتغير عندها أمور كثيرة. انتهى.
وأنا أقول بعد إعجابي بما قاله أبي: أسأل الله أن يرزقنا ما قال عيسى ابن مريم {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ}. وبعد بحث عميق في كثير من التفاسير وجدت الكثير من معاني هذه الآية، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونفع الناس، وعدم ظلمهم، واحترام الناس، أيا كان دينهم وأرضهم؛ لأن الله لا ينهانا عن الذين لم يقاتلونا أن نحسن إليهم ونعدل معهم.
وعلى هذا، يا من سرت في أرض الله تأكل من مناكبها وتتعرف على علومها وتنهل من معارفها أتقِ الله واحترم عقيدتك وحافظ عليها أينما تعلمت ودرست في أرضك وأرض غيرك، احترم من ذهبت وأنت تحمل اسمهم، احترم أنك خرجت من أرض الحرمين، فالناس تنظر إليك عادة بمعيار الديانة والاحترام.
نريدك أن تعكس لهم ما عرفت من حسن وخير في بلدك وتكون سفيرا صالحا في أي مكان مثلك كمثل الشمس.