يفصل بين بدء الإجراءات الفعلية للفلسطينيين للحصول على حقهم الشرعي في الاعتراف بدولتهم الفلسطينية كاملة العضوية بمنظمة الأمم المتحدة، أقل من أسبوع، وبالتحديد خمسة أيام، فما أن يحل الثالث والعشرون من سبتمبر - أيلول، وفي تمام الساعة 12.30 ظهر يوم الجمعة إلا ويقدم الرئيس الفسلطيني محمود عباس إلى الأمين العام للمنظمة الدولية الطلب الرسمي للحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين واحتلال المقعد الـ194.
الفلسطينيون ومن خلفهم جميع العرب، وبمساندة من الدول الإسلامية والدول المحبة للسلام جميعهم يؤيدون المسعى الفلسطيني الذي لا يعارضه سوى الكيان الإسرائيلي المحتل لأراضيهم وأمريكا التي لا تزال مصرة على مواقفها المنحازة للظلم الإسرائيلي، فيما لا تزال الدول الأوروبية مترددة، فهذه الدول التي تنعم بحصولها على مكاسب لا تعد ولا تحصى من الخيرات العربية التي تفتح أسواقها لبضائعها وتعطيها حق الأفضلية على حساب العديد من الدول الصديقة التي تخدم مصالحها بالوقوف مع الدول التي تستفيد منها، وهو ما لا نراه في علاقاتنا مع الدول الغربية عموماً التي تفضل إسرائيل على 22 دولة عربية، رغم مكاسبها التي تجنيها من العرب، ورغم وضوح الظلم والتعسف الإسرائيلي، إلا أننا لا نجد دعماً ولا حتى وقوفاً مع الحق العربي، فضلاً عن الانحياز لإسرائيل.
وهذا يتطلب أن تكون المواقف واضحة وصريحة مع كل من يقف في طريق انتزاع الفلسطينيين حقوقهم الشرعية، وبما أن العرب يعيشون هذه الأيام ربيع الحرية والديمقراطية فإن دور الشعوب العربية أن يخصصوا الجمعة القادمة لدعم المسعى الفلسطيني الذي يعد مطلباً عربياً أساسياً، ليس تعاطفاً مع الفلسطينيين والتي تعد قضيتهم القضية المركزية لكل عربي، بل إن حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً وتمكينهم من اقامة دولتهم الفلسطينية الحرة المستقلة ينتشل العرب جميعاً من وحل الأزمات التي غرقت فيها المنطقة العربية منذ قيام الكيان الإسرائيلي في قلبها.
الكيان الإسرائيلي فرض على العرب من قبل منظمة الأمم المتحدة وفق القرار 194، ومع أن القرار نص على اقامة كيان يهودي وكيان عربي للفلسطينيين إلا أن الكيان اليهودي أقيم ودعم ورعته الدول الغربية والشرقية معاً، فيما ترك الفلسطينيون دون أن يحصلوا على شيء، واليوم يطالبون بتنفيذ القرار الدولي وتمكينهم من إقامة دولتهم، ومن يقف ضد تحقيق حقوقهم الشرعية يعد تصرفاً عدائياً يجب أن لا تتركه الشعوب العربية دون اتخاذ مواقف واضحة تعيد هؤلاء المنحازين للظلم إلى جادة الصواب، وتشعرهم بأن العرب لا يسمحون لهم بالاستفادة من خيراتهم وهم يناصبونهم العداء ويقفون ضد حقوقهم الشرعية.