ليست الشجرة واقفة بلا رفقاء..
ولا الأرض منبسطة دون سكّان..
ولا الجبال صامتة في صخب المطر..
ولا الإنسان يدبّ وحده..
أو الطير يتفرّد في فضائه...
هناك حفيف لأوراق الشجر..
وصدى لما فوق الثرى وما تحتها..
وجلبة لبرق السماء ورعدها..
وصوت للإنسان.. وما حوله..
السماء عامرة..
والأرض عامرة..
الشجرة تشرب من هبة السماء..
والجبل يغتسل بمائها..
والأرض تُروى من عطائها..
والطير يتزيّا بلمعانها..
قطرات منها تنمو بها بذرة..
يحيا بها كائن..
تعشوشب بها تربة..
تنطق بها نبضات..
قطرات تدبُّ بها الحياة في الأصوات..
لون الشجر، وبهجة التراب، وعشب الجبل..
وحيويّة البشر, وغناء العصافير..
رفقاء في محيط..
ينهلون من سحابة..
يقفون على تراب..
يلفّهم هواء من أنفاسهم.. وآثارهم.. ووجوههم:
شجراً، جبالاً، بشراً، طيوراً، دواباً،......
كلهم يقفون في شمس،...
يختفون في ظلمة..
يتحرّكون، وثابتون...
يمنحون ويأخذون، يتكلّمون وصامتون..
تحت هذه السماء..
فوق هذه الأرض..
يتشاركون..
يتقاربون..
ليسوا فرادى..
وفي السماء نجوم..!...