اطلب السعادة في الحقول والغابات، والسهول والغابات، والسهول والجبال، و الأغراس والأشجار والأوراق والأثمار، والبحيرات والأنهار، وفي منظر الشمس طالعةً وغاربة، والسحب مجتمعة ومتفرقة، والطير غادية ورائحة، والنجوم ثابتةُ وسارية، واطلبها في تعهد حديقتك، وتخطيط جداولها، وغرس أغراسها، وتشذيب أشجارها، وتنسيق أزهارها، وفي وقوفك على ضفاف الأنهار، وصعودك إلى قمم الجبال، وانحدارك إلى بطون الأودية والوهاد وفي إصغائك في سكون الليل وهدوئه إلى خرير المياه، وصفير الرياح، وحفيف الأوراق، وصرير الجنادب، ونقيق الضفادع، واطلبها في مودة الإخوان وصداقة الأصدقاء، وإسداء المعروف وتفريج كربة المكروب، والأخذ بيد البائس المنكوب .. ففي كل منظر من هذه المناظر، أو موقف من هذه المواقف؛ جمال شريف طاهر يستوقف النظر، ويستلهي الفكر ويستغرق الشعور، ويحيي ميت النفس والوجدان، ويملأ فضاء الحياة هناءً ورغدًا.
« مصطفى لطفي المنفلوطي».