|
الجزيرة - د. حسن أمين الشقطي :
هدأت نسبيا موجة الاضطراب في الأسواق العالمية، وهدأت معها حركة مؤشر السوق السعودي، الذي بدأ يسجل تحسنا في تداولاته.. ورغم أن المؤشر خلال الأسبوع المنصرم خسر حوالي 53 نقطة، إلا أنه بدى مستقرا نسبيا وسجل صعودا خلال أربعة أيام من إجمالي الأيام الخمسة للتداول.. ومن أبرز ملامح الاستقرار بالسوق موجة الصعود التي بدأت تلحق بالكثير من الأسهم المضاربية في ضوء التحسن النسبي لمستوى السيولة المتداولة.. فقد عادت أسهم مضاربية شهيرة للظهور على السطح بعد فترة غياب، على رأسها إنعام القابضة ومبرد وجازان وتهامة للإعلان والباحة.. هذا فضلا عن كثير من أسهم التأمين التي لا تزال تستحوذ على الاهتمام.. إلا أن كثيرا من هذه الأسهم حققت مكاسب حتى الثلاثاء، ثم خسرت جزءا من مكاسبها يوم الأربعاء.. فما هي دلالات ذلك؟ وهل سيستمر هذا الانتعاش ليكون موجة صعود جديدة؟
تحسن حركة التداول .. رغم خسارة المؤشر لـ 53 نقطة
على مدى أيام التداول الخمسة الأخيرة، سجل المؤشر صعودا خلال أربعة أيام بقيم طفيفة، إلا أنه سجل هبوطا بقيمة عالية نسبيا.. ونتيجة هبوط يوم الاثنين بقيمة 103.6 نقطة خرج المؤشر خاسرا حوالي 53 نقطة خلال الأسبوع المنصرم.. ويعتبر النطاق الضيق هو السمة الرئيسية لأيام الصعود، فخلال يومين منهما سجل المؤشر صعودا بثلاث نقاط فقط.. الأمر الذي يدل على شيئين: التماسك أولا والتأسيس ثانيا.. وتتصف هذه الفترة بهدوء وتحسن حالة الأسواق العالمية نسبيا.. مما أدى إلى هدوء وتحسن الأسواق الخليجية عموما، بشكل اتضح جليا في تداولات الأربعاء، حيث حققت خمسة أسواق خليجية من إجمالي السبعة مكاسب.
النطاق الضيق .. والتزايد النسبي في السيولة المتداولة
يوضح الشكل المرفق التطور في حجم السيولة المتداولة خلال الشهر الأخير، كما يوضح حدوث تزايد طفيف في مستوى السيولة اليومية المتداولة خلال الأسبوعين الأخيرين.. وازدادت حدة هذا التزايد خلال الأسبوع الأخير.. وينبغي أن يكون واضحا أن هذا الأسبوع اتصف بالهدوء النسبي الذي تسبب في بناء بوادر لاتجاه صاعد، إلا أنه بطيء وغير ملموس بسبب عدم وجود محفزات قوية يمكن أن يتمسك بها المؤشر.. ويعتبر المحفز الأساسي للسوق حاليا هو العامل النفسي المتمثل في توقع تغيير اتجاه المؤشر بعد طول فترة المسار الهابط التي سيطرت عليه في ضوء الأزمات المتتالية التي توالت على السوق بسبب أزمة الدين الأمريكي ومخاوف تداعياتها على أسواق الخليج، أو يمكن أن نسميه محفز توقع الصعود.. وهذا الصعود يعتبر متأخرا، لأنه كان يفترض أن يحدث خلال فترة ما بعد العيد لولا التأثر السلبي بتراجع البورصات العالمية.
تحرك أسهم المضاربات
بعد فترة (ليست قصيرة) من الركود، استعادت بعض الأسهم الشهيرة نشاطها المضاربي، فخلال الأيام الأربعة الأولى من تداولات الأسبوع المنصرم ربحت بعض هذه الأسهم بالنسب القصوى لأيام متتالية، على رأسها إنعام التي ربحت النسبة القصوى لثلاثة أيام متتالية.. وتبعها مبرد وجازان والباحة وتهامة.. ولولا تسجيلها تراجعا يوم الأربعاء الماضي لخرجت بعضها بنسب صعود تفوق الـ 40% على مدى الأسبوع المنتهي.. ويعود هذا التراجع السريع إلى الخوف من عدم استمرار الاتجاه الصاعد.. لذلك، فقد جاء جني الأرباح سريعا ومتعجلا نتيجة لعدم الثقة في استمرار هذا الصعود، وبخاصة في ظل عدم مواكبة الأسهم القيادية له.
بورصة التأمين
رغم أن أسهم التأمين الـ(31) لا تتجاوز مساهمتها في قيمة رسملة السوق نحو 1.68%، ورغم أن قيمة تداولاتها اليومية لا تتجاوز غالبا المليار ريال، إلا أنها تبدو كبورصة مستقلة عن السوق السعودي.. ومن الغرابة أن أسهم التأمين تسيطر على كافة قوائم السوق، سواء الأعلى نشاطا أو ربحية أو خسارة (كما ظهر بوضوح يوم الأربعاء الماضي).. وغالبية أسهم التأمين تحقق دورات صعود وهبوط بعيدا عن حجم ولون المؤشر.. لذلك، فإن الكثير من المتداولين يرى فيها بورصتهم التي يبغونها أو يرون فيها سوق 2005 و2006م الذي باتوا يفتقدونه.. إن المتداولين يتمنون أن يكون السوق كله تأمين، ولا يهم في ذلك إذا كانت هذه الشركات حتى تمتلك مواقع لها على الأرض أم لا ؟ ولا يهم إذا كانت قيم أسهمها حاليا تعادل قيمة علاوة الإصدار التي صدرت بها أم لا ؟
الخليجية العامة على رأس الخاسرين و»أمانة» على رأس الرابحين
من المؤشرات الهامة بالسوق ونحن على مشارف انتهاء العام 2011م، معدلات التغير في قيم الأسهم منذ بداية العام.. وآخر إحصاءات صادرة عن تداول تشير إلى أن سهم الخليجية العامة جاء على رأس قائمة الخاسرين منذ بداية العام بنسبة 45%، في حين أن سهم أمانة للتأمين على رأس قائمة الرابحين بنسبة 114% .. وخلال الشهور التسعة ونصف الماضية سجل (91) سهما أداء سلبيا، في مقابل (57) سهما سجلت أداء إيجابيا.. ويعتبر قطاع الأسمنت من أبرز القطاعات التي سجلت صعودا خلال عام 2011م.