|
الجزيرة - الرياض :
قال رجل الدولة المخضرم ورئيس الوزراء المؤسس لسنغافورة لي كوان يو إن انهيار منطقة العملة الأوروبية الموحدة متوقع قائلاً: إن تحقيق الوحدة المالية في أوروبا أمر مستحيل. ووفقاً لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) قال كوان مساء أول أمس الأربعاء: إن قادة أوروبا يحاولون بجد الإبقاء على منطقة اليورو رغم أزمة الديون في اليونان وغيرها من دول المنطقة «لكنني لا أرى أنه يمكن إنقاذها». وأضاف لي كوان أن «المشكلة الأساسية في منطقة اليورو هي أن تجعل الجميع أي كل دولة أوروبية من الـ 17 دولة تسير على نفس الإيقاع في حين أن لكل دولة إيقاعها الخاص بها». وقال: «لا يمكن أن تتوقع سير اليونانيين بنفس طريقة الألمان لذلك فالمشكلة لن تحل». وأشار لي كوان الذي يحتفل بعيد ميلاده الـ 88 غدا الجمعة إن انهيار منطقة اليورو سيكون حدثا مؤلما لأنه اعتراف بأن الطموح الأصلي بإقامة أوروبا موحدة لم يتحقق. وأشار إلى أنه يمكن تصنيف اوروبا إلى كيانين أو حتى ثلاثة كيانات ولكن ليس في كيان واحد لآن هناك تفاوتاً في عائدات الإنفاق والانضباط المالي بين دول القارة. وقال السياسي السنغافوري المخضرم إن الصين لا تستطيع إنقاذ أوروبا من خلال شراء سنداتها. وأضاف أن الصينيين لا يريدون إنقاذ أوروبا من أجل أوروبا وإنما يهتمون بشراء سندات يورو رخيصة على أمل تحقيق أرباح منها في المستقبل. من ناحية أخرى ذكرت وكالة «رويترز» أن اليورو ارتفع قليلاً أمس الخميس بفضل تأكيدات من ألمانيا وفرنسا بشأن إبقاء اليونان في منطقة اليورو لكن من المتوقع أن تظل العملة الموحدة ضعيفة بسبب مخاوف من احتمال تخلف أثينا عن سداد ديونها في نهاية المطاف. ويساور المتعاملين قلق من أن حدوث تخلف عن السداد داخل منطقة اليورو قد يسبب أزمة مالية كبيرة ومازالوا مستعدين لبيع العملة والأصول عالية المخاطر عند أي موجة صعود. وبقيت تكلفة تأمين الديون اليونانية من التخلف عن السداد عند مستويات مرتفعة للغاية أمس الخميس. وارتفع اليورو 0.3 بالمئة إلى 1.3793 دولار. وعزز بيان مشترك من ألمانيا وفرنسا أول أمس الأربعاء الآمال في حصول اليونان على الدفعة التالية من المساعدات من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي لتفادي تخلف فوري عن السداد. وقال مانويل اوليفيري محلل العملات لدى يو.بي.اس في زوريخ «تصريحات (زعيمي ألمانيا وفرنسا) ميركل وساركوزي عززت المعنويات في الأجل القصير لكن ليس هناكجال كبير لتحسن حقيقي في المواقف تجاه دول الأطراف أو ظروف النمو العامة في منطقة اليورو حاليا.»وأضاف «من المرجح أيضاً أن يضطر البنك المركزي الأوروبي لاتخاذ موقف مؤيد لمزيد من التيسير النقدي لذلك لا نعتقد أن اليورو سيظل مدعوماً لفترة طويلة.»ويقع اليورو أيضاً تحت ضغط مخاوف متنامية من امتداد الأزمة إلى الاقتصادات الكبرى في منطقة اليورو مما يفتح الباب لحديث عن حاجة محتملة لسندات مشتركة من منطقة اليورو لبناء الثقة في المنطقة. وتعارض ألمانيا هذه الفكرة بقوة. وتكثر التكهنات أيضا بأن مؤسسة موديز ستخفض التصنيف الائتماني لإيطاليا قريباً بعد مرور نحو 90 يوماً من إعلان المؤسسة الأمريكية أنها قد تخفض التصنيف الإيطالي. وارتفع الدولار على نطاق واسع هذا الشهر وسط مخاوف بشأن أزمة الديون الأوروبية والنمو العالمي دفعت المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة لكن صعوده قد يكون محدوداً بسبب ضعف الاقتصاد الأمريكي. ويحظى الين بدعم عند مستوى ليس بعيداً عن مستواه القياسي المرتفع مقابل الدولار نظراً لأن سوق الدين اليابانية من أكثر الأسواق سيولة في العالم وهو ما يجذب الباحثين عن الأمان. واستقر الدولار عند 76.65 يناً قرب مستواه القياسي المنخفض 75.941 يناً
الذي سجله الشهر الماضي لكن المخاوف بشأن احتمال تدخل طوكيو للحد من صعود الين دعمت الدولار.