أصبحت المناسبات السعيدة مجالا للتواصل ولو عبر الأثير عندما تطلب الأمر استخدام وسائل الاتصال بديلا عن المصافحة المباشرة والإحساس بدفء المشاعر عن قرب، أعادتني إلى قول الشاعر (أما حصل شوف على القرب بأسلوب.. ما تنفع الوقفة ورى زلفة الباب) ومن تلك الوسائل الهاتف الجوال أو المسنجر أو الرسائل النصية، وقد يكون الجوال أكثرهم تبليغا وحميمية لقربه من الأذن والوجدان، كانت الاتصالات أيام العيد مساحة من الحوارات، سبقتها عبارات التهاني من الكثير جدا من الأحبة التشكيليين أو من عشاق (التشكيل)، حملت الكثير من المواضيع، منها ما ينتظر من مجلس الجمعية الجديد، إن كان في جانب الأسماء أو القدرات، أو الآمال المعقودة عليه، إذ أننا في مرحلة العد التنازلي لعقد الجمعية العمومية في صفر القادم (غدا لناظره قريب)، هذه الحوارات مع هؤلاء الأحبة تتنوع فيها الأحاديث، الهامشية أحيان وأخرى حول الواقع الحاضر وقضاياه، كان من بينها ما يتم من إسفاف وعرض هزيل في كثير من المعارض التشكيلية، الرسمية أو التي يقوم عليها بعض المجموعات أو الأفراد، وكان الكثير من المتحدثين يشيرون إلى امتعاضهم منها بعد مشاركتهم في معرض لم يحالفه الحظ في كيفية التنظيم، وصفه أحدهم بأنه مثل طبخ (الرفلا) المرأة التي تعتقد أنها تجيد أي عمل، لكن الأمر ينتهي بها إلى الفشل، وإذا اعتبرنا أن إعداد المعرض طبخة فنية تحتاج إلى نفس خاص وروح وأسلوب راق، واطلاع وخبرات ناضجة تكتسب من الزيارات والمشاهدات المتتابعة لمتابعة كل جديد في سبل العرض العالمية المعاصرة، لا أن يعتمد فيها على مختزل لا تتجاوز المعرفة فيه عرض معرض للتربية الفنية في مدرسة ابتدائية في إحدى الهجر.
أما الجانب الأكثر إيلاما فهو في كيفية جمع منظمي بعض تلك المعارض للوحات المشاركة فهم كحاطب ليل اختلط عليهم فيه الغث بالثمين، فأصبح الغث مصدر حرج ومع ذلك أعطي مساحات لا يستحقها ووضع الجيد في أماكن أقل أهمية.
monif@hotmail.com