الراصد بدقة لما يجري في مصر هذه الأيام يظهر له بوضوح ودون أي جهد يُذكر بأنَّ هناك استغلالاً انتهازياً لانتفاضة الشباب، وأنَّ العديد من القوى الأجنبية تستغل عنفوان الشباب لزعزعة الاستقرار بمصر، من خلال تقديم دعم وأموال لجمعيات مشهرة وغير مشهرة لدفعها إلى القيام بأعمال تخريب للمنشآت وانتهاك للأمن القومي وأمن المواطنين.
التحليل الأمني والإستراتيجي للأحداث الأخيرة التي شهدتها مصر يؤكد بأنَّ هناك جهات لا تريد الخير لمصر ولشعب مصر، تدفع الشباب للقيام بحماقات وإثارة الشغب ونشر الفوضى في البلاد، وإظهار مصر وكأنَّها متورطة في حزمة من الأزمات مما يبعد عنها المستثمرين ويحوِّلها إلى دولة فاشلة، ويعطل برامج الإصلاح، ويوقف التنمية ويخرج مصر تماماً من دائرة الدول المؤثرة. وهذا بالضبط ما تريده بعض الدول الإقليمية التي بنت إستراتيجيتها لاستثمار التغيير في مصر لصالحها، من خلال تشجيع الفوضى وزيادة الانفلات الأمني تحت غطاء محاربة إسرائيل والعداء لأمريكا واجتثاث رموز النظام السابق. وبما أنَّ هذه الشعارات تلقى رواجاً لدى الشارع المصري، فقد سار خلفها الشباب دون تَبَصُّر واندفاع بلا روية. وزاد من تصعيد عنفوان الشباب الأموال التي صُرفت وقُدِّمت لجمعيات معروفة بارتباطها وولائها للدولة الإقليمية الساعية لإزاحة مصر من موقعها القيادي، ومن خلال تحالفاتها مع ما يُسمى بقوى الصمود والممانعة. ولقد تَبَيَّنَ للجهات الأمنية ومراكز البحث الإستراتيجية والسياسية وجود رؤوس مدبرة اندسَّتْ داخل انتفاضة الشباب تتلقى تمويلات من الخارج لنشر الفوضى في مصر، ودلل الرصد الإستراتيجي على ذلك بأحداث محاصرة السفارة الإسرائيلية التي حوَّلتْ الإسرائليين من مجرمين ومعتدين في حادثة قتل الجنود المصريين، إلى ضحايا سفارتهم محاصرة، وأن المصريين سيذبحونهم لولا تدخل القوات الخاصة.
أية خدمة مجانية تُقَدَّم لإسرائيل وأي تشويه لسمعة مصر.. كما أنَّ الهجوم على مديرية أمن الجيزة ووزارة الداخلية يُقصد به إبقاء حالة العداء وزيادة الشكوك بين الشباب وبين الشرطة الذين بدونهم لا يمكن تحقيق أمن مستتب للمواطن.
الأحداث المتلاحقة ومحاولة إبقاء الانفلات الأمني، محاولات ممولة من الخارج، القصد منه إشغال القيادات السياسية والعسكرية والأمنية وإبعاد مصر عن دورها القومي المحوري. والجهة التي تقوم بهذا العمل مشخصة ومعروفة لدى المصريين قبل غيرهم.