في شفافية عالية تحدث الدكتور عبد الله المقبل أمين اللجنة العليا لسياسة التعليم في المملكة العربية السعودية عن المشكلات التي يعيشها التعليم العام حيث قال: (غياب الوعي الحقيقي لدى المسؤول في وزارة التربية والتعليم، وأن المسؤولين في الوزارة غير متخصصين وغير مدركين لمشكلات الوزارة ذات العلاقة بالمواد التخصصية). انتهى جريدة الحياة أول أمس السبت 10 سبتمبر... هذه من أقوى الرسائل والأعلى شفافية التي توجه لسمو وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبد الله وهي غياب الوعي الحقيقي لدى المسؤولين بالوزارة، انهم من غير المتخصصين في العلوم الطبيعية وغير مدركين لمشكلات الوزارة ذات العلاقة بالمواد التخصصية الأساسية... هي رسالة مضغوطة جدا فالوزارة تعاني من ضعف ونقص في مجال الرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية في حين أن القائمين على الوزارة من النواب والوكلاء الفاعلين ليس منهم متخصص في العلوم والرياضيات، بل إن معظمهم من تخصصات العلوم الإنسانية ويصدرون قرارات ويتحدثون في اللجان العلمية واللقاءات الأكاديمية عن تطوير العلوم والرياضيات في حين أنهم أي نواب الوزير والوكلاء الفاعلين من تخصصات العلوم الإنسانية.
هذه بالفعل مشكلة حقيقية كيف يتم تطوير تعليم الرياضيات والعلوم والتغلب على مشكلات العلوم الطبيعية دون أن يكون من بين نواب الوزير والوكلاء متخصص في العلوم.. نحن بحاجة إلى خبراء ومتخصصين في العلوم التطبيقية لإدارة الوزارة تعليميا خاصة في هذه المرحلة التي تتطلب التطوير بدلا من التخبطات والتخفي خلف لجان ومشروعات إعلامية. فإذا كان المسؤول لا يعي هذه العلوم ومن غير المتخصصين في العلوم الطبيعية فكيف يمكنه تطوير وحل المشكلات !! وزارة التربية والتعليم تم تفريغها من الخبراء والأكاديميين والمتخصصين في العلوم والرياضيات والمناهج على مرحلتين الأولى : نقل كليات المعلمين والمعلمات لتبعية التعليم العالي, حيث تم نقل أعضاء هيئة التدريس وخبراء التعليم إلى الجامعات السعودية وبذلك فقدت الوزارة أحد المصادر المهمة في تغذيتها بالخبراء والأكاديميين من كليات المعلمين والمعلمات التي كانت تعتمد عليهم - بعد الله - بالدراسات والتطوير والتطبيق, وبذلك فقدت الوزارة المئات من المتخصصين والحاصلين على الدرجات العليا في العلوم التطبيقية. ثانيا : فرطت الوزارة في السنوات الأخيرة في العديد من خبراء التعليم ومن متخصصي العلوم والرياضيات بانتقالهم إلى الجامعات السعودية التي افتتحت مؤخرا للبحث عن ميزات إدارية ومالية أفضل مثل جامعات المناطق (13) جامعة, وجامعات المحافظات : المجمعة، وشقراء, والخرج، والدمام إضافة إلى جامعة الأميرة نورة . وهذا أدى إلى تفريغ للقيادات والخبرات الأكاديمية الحاصلين على درجات علمية عالية في تخصصات العلوم الطبيعية والأساسية... والوزارة بعد هذا التفريط تحتاج إلى جيل وسنوات لتعويض ما فقدته من الأكاديميين وخبراء في تعليم العلوم... كانت رسالة صادقة لوزير التربية الأمير فيصل بن عبد الله بإعادة النظر في نواب الوزير والوكلاء والطاقم الحالي الذي يقود برامج العلوم والرياضيات وخطط الوزارة تعليميا, فلا يمكن أن يخطط مسؤول كان آخر دراساته في الرياضيات والعلوم عندما كان على مقاعد الدراسة في الصف الأول الثانوي وفي أحسن الأحوال الثانوية قبل أكثر من ربع قرن.