جدة - عبدالقادر حسين
كشفت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية عن مشروع يهدف لحماية الممتلكات والأرواح ويتفادى وقوع خسائر اقتصادية كبيرة من الهزات الأرضية في المناطق المعرضة للزلازل والبراكين جارية دراسته من قبل خبراء جيولوجيين ومهندسين لإنشاء شبكة متكاملة للإنذار المبكر لرصد ومراقبة النشاط الزلزالي في المناطق الغربية الشمالية الجنوبية من المملكة يقوم هذا النظام آنياً وأوتوماتيكياً بقطع شبكات الكهرباء وإغلاق شبكات الغاز والمياه في المناطق المعرضة للزلازل والبراكين تفاديا لوقوع خسائر اقتصادية كبيرة. وأكد الدكتور زهير نواب رئيس هيئة المساحة الجيولوجية بأن الأجهزة ستتكون من أجهزة لقياس عجلة التسارع الأرضية وأجهزة رصد الموجات الزلزالية حيث تعتمد على التقاط الموجات الأولية التي تصل أولاً ثم يليها بعد عدة ثواني الموجات الثانوية ذات الطاقة المدمرة وبمجرد وصول الموجات الأولية سيتم إرسال إشارة إنذار إلى مركز الإنذار المبكر شريطة أن يكون هناك عدة ثواني قبل وصول الموجات الثانوية المدمرة من أجل اتخاذ القرار المناسب.
وقال الدكتور نواب بان هذه الأجهزة تتطلب تقنية عالية الجودة وكوادر بشرية مدربة على التعامل مع الكوارث الطبيعية لسرعة إرسال البيانات في ثوانٍ قليلة كما يجب تجربة هذا النظام لفترات طويلة قد تصل إلى عدة سنوات للاطمئنان على كفاءة أدائه حيث إن إنشاء أجهزة للإنذار المبكر عن الزلازل قبل وقوعها سعت إليه الدول واهتمت به 3 دول كل من الولايات المتحدة واليابان والصين وأنشئت أنظمة للإنذار المبكر وما زالت هذه الأنظمة تحت التجارب والتحديث للوصول إلى درجة كافية من الوقت للإنذار المبكر قبل وقوع الزلزال بعدة ثوانٍ من أجل ربطها مع شبكات الكهرباء والغاز والمياه وقطعها آنياً وأوتوماتيكياً أثناء حدوث الزلازل مما يخفف من الخسائر في الأرواح والممتلكات.
وأوضح الدكتور زهير بأن دراسة إنشاء شبكات للإنذار المبكر مختلف تماماً عن عمليات التنبؤ بالزلازل فلا يوجد أجهزة على مستوى العالم حتى الآن يمكن أن تتنبأ بمكان وزمان حدوث الزلازل قبل حدوثها بساعات أو أيام أما أجهزة الإنذار المبكر عن الزلازل التي ترتبط مع شبكات الكهرباء والغاز والمياه والمفاعلات النووية ومعامل إنتاج وتكرير الزيت والغاز لقطعها أوتوماتيكياً قبل وقوع الزلازل بثوان كما تطلق صافرة إنذار للتحذير بوقوع زلازل. وعن وجود محطات رصد يدوية لدى هيئة المساحة الجيولوجية السعودية أفاد الدكتور نواب بأن محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي تعتبر من أحدث وأفضل الشبكات في العالم في الشرق الأوسط حيث تستخدم تقنية الأقمار الصناعية في إرسال واستقبال البيانات كما لديها القدرة على تسجيل والتقاط الهزات الأرضية في كل أنحاء العالم والتفجيرات الصناعية مهما كان صغرها ولا يوجد لدى الهيئة أي محطات يدوية. وفي سؤال عن دور الهيئة هل يقف عند التبليغ عن الزلازل والبراكين والتوعية أم هناك سيناريوهات يمكن أن تفرضها بالمناطق المعرضة للزلازل والبراكين أفاد رئيس هيئة المساحة الجيولوجية بأنه وبالطبع لا يقف دور الهيئة عند التبليغ عن الهزات الأرضية فقط وإن كانت هذه من أهم أهداف المراصد وأعظمها فعملية إنشاء قاعدة بيانات زلزالية من الأهمية بما كان في إجراء كافة الدراسات والأبحاث المتعلقة بالزلازل ومخاطرها وأهمها تقييم الخطورة الزلزالية ولا يقف دور الهيئة عند هذا الحد بل تقوم الهيئة بدراسة كافة الهزات التي ترصدها الشبكة الوطنية ومعرفة مسبباتها، وإعداد قائمة بيانات زلزالية متجانسة، وتحديث خريطة النطق الزلزالية، وإجراء دراسة تقييم الخطورة الزلزالية على الجزء الغربي من المملكة، ووضع نظام تحذيري تنبيهي يشير إلى مدى الخطورة البركانية حتى يمكن للجهات ذات الاختصاص اتخاذ الإجراءات الاحترازية المناسبة قبل وقوع الحدث لا قدر الله، كما تقوم الهيئة بدراسة وتحديد خواص التربة من حيث معامل تضخيم الموجات الزلزالية أو تهوينها، وكذلك تحديد الترددات السائدة لكل مصدر زلزالي، كما تعمل الهيئة حالياً على توفير قاعدة بيانات ضخمة من خلال التعاون مع بعض الأمانات لمعرفة عدد المباني وطبيعتها وعمرها في كل منطقة وعدد المستشفيات وكذلك البنى التحتية، وكثافة السكان، لاستخدامها في أحدث البرامج العلمية لعمل سيناريوهات مختلفة للخسائر الموقعة في الأرواح والمباني حال حدوث أي زلزال قد يحدث، وطبيعة الضرار الناتجة عنه.