في بداية العقد المنصرم، في العام 2001-2002م تم البدء بتشييد مستشفى بلجرشي الجديد. طبعاً سبق ذلك ما لا يقل عن عشر سنوات من التخطيط والحصول على الأرض والترسية... إلخ.
في العام 2007م طمأن وزير الصحة سكان المنطقة بقرب افتتاح المستشفى وتحويله من مستشفى عام إلى مستشفى تخصصي، وزيادة طاقته الاستيعابية إلى 500 سرير. اعترض حينها مدير الشئون الصحية بالباحة الدكتور علي حامد الغامدي على مفهوم التخصصي، وأشار في تصريحات أخرى إلى أنه مستشفى عام.
قبل عام تقريباً صرح مدير الشئون الصحية بالباحة الدكتور عبد الحميد سفر الغامدي في مختلف الصحف بأنه تم البدء في تشغيل المستشفى تمهيداً لاستلامه.
على مشارف العام 2012م ما زالت التصريحات تُبشر بافتتاح المستشفى لكن لم يحدث أي افتتاح حقيقي.
عشر سنوات تقريباً يستغرقها إنشاء مستشفى ووعود متكررة غير واضحة تصدر عن المسئولين والأهالي ينتظرون تحقُّق الوعود والتصريحات. هل هذا الأمر يخص مستشفى بلجرشي فقط، أم أنها صيرورة مشاريع وزارة الصحة بمختلف المناطق، بالذات الصغيرة منها؟ هل يتحوَّل المشروع الواحد إلى مادة إعلامية متكررة لا نمل تكرارها، وحديث مجالس تنسي الناس بقية المشاريع والقضايا الجوهرية؟ كم هي نسبة الزيادة المالية التي تصرفها الدولة على مثل هذا المشروع جراء التأخيرات في إنشائه وجراء التعديلات التي يقترحها المسئول في كل عام؟
نعود لبلجرشي فقد كانت موعودة بمقرات حكومية لمستشفيات النساء والولادة والصحة النفسية بها، ولكن حينما يرى الأهالي هذا التأخير في إنشاء مستشفى بلجرشي يدعون فقط ببقاء مستشفى الأطفال والولادة ببلجرشي بمبناه القديم قبل أن يقفل أو يختطف إلى منطقة أو محافظة أخرى. بل إن تأخير افتتاح مستشفى بلجرشي وتسريب أخبار نقل مستشفى الأطفال إلى محافظة أخرى بالمنطقة يسمح بتسرب بعض الإشاعات التي تجد لها رواجاً في المناطق الصغيرة، عادةً.
مستشفى بلجرشي مثال، وقد سمعت قصصاً عن مستشفيات أخرى في الشمال والجنوب بعضها لم توضع طوبة واحدة في بنائه وبعضها يسير إنشاؤه ببطء مشابه لما يحدث ببلجرشي، وبعضها أوشك على الانتهاء لكن دون خطط تشغيل واضحة له. على سبيل المثال؛ نذكر أن مجلس منطقة مكة المكرمة برئاسة سمو الأمير خالد الفيصل قبل عدة أشهر أعلن بأن هناك 28 مشروعاً صحياً متعثراً بمنطقة مكة المكرمة فقط، فما بالنا بالمناطق الأخرى وبالذات الصغيرة البعيدة عن أضواء الإعلام؟
أعتقد أن وزارة الصحة تحتاج إلى حصر مشاريعها المتعثرة والبحث في أسباب تعثُّرها، ومن ثم معالجة الأسباب. بل هي بحاجة إلى وضع خطة وخارطة واضحة للمنشآت الصحية بكل منطقة القائم والمتوقع تنفيذها والسير وفق تلك الخطة دون التأثُّر بتغيير مدير الشؤون الصحية أو القيادات العليا بالوزارة، مثل ما حصل مع مستشفى بلجرشي الذي لا ندري أهو عام أم تخصصي؟ كما لا ندري متى يُفتتح؟ ولا ندري عن بقية مشاريع المحافظة كمستشفى الأطفال والولادة ومستشفى الصحة النفسية، وهل تأخيرها يعود لنقص في البنود أم لضعف في الخبرات الإدارية وتأثرها بالتوجهات الشخصية لكل مسئول بصحة المنطقة أم ضعف في المتابعة من قِبل الشؤون الهندسية بالوزارة أم ماذا؟
وزارة الصحة تعدنا بزيادة كبيرة في عدد الأسرَّة تقريباً في المملكة خلال خمس سنوات، من منطلق وجود مشاريع عدة ينتظر الانتهاء منها، ونقترح عليها التأكد من تصريحاتها لأن مشاريعها التي يُفترض أن تنجز في عامين تستغرق أكثر من عشر سنوات حتى تكتمل.
malkhazim@hotmail.com