فاصلة: (لا يشنق سارقو الخيول لسرقتهم الخيول، ولكن لكي لا تعود الخيول فتُسرق)
-حكمة إنجليزية-
طالعت خبراً نشرته إحدى صحفنا مؤخراً حول شكوى عدد من مديرات المدارس في الرياض من الوضع السيئ بأمور النظافة وخاصة فيما يتعلق بتوفير عمالة تتولى عملية تنظيف المدرسة. المديرات يتهمن إدارة التعليم بالتخلّي عن مسؤولياتها، حيث تقوم بإعطاء مديرة المدرسة شيك يصل إلى خمسة عشر ألف ريال ما بين أجرة العمال لمدة تسعة أشهر ومستلزمات النظافة، بينما يطالب بعض العمالة براتب لا يقل عن ألفين وخمسمائة ريال شهرياً إلى جانب أجرة الليموزين فتقوم مديرة المدرسة بتقديم أجرة التاكسي يومياً من حسابها الخاص، كما يذهب جزء من الشيك إلى أدوات النظافة.
وأصبحت المديرات يقمن بالبحث في الطرقات عن عمال لنظافة المدرسة لأن أغلب الشركات ترفض العمل شهرياً وتعتمد على النظافة ليوم واحد فقط وبسعر مرتفع مما يضطر المديرة إلى البحث في العمال الذين يقفون في الشوارع، والذين في الغالب هم من العمالة السائبة والمتخلفة.
هذه شكوى المديرات التي نشرتها الجريدة، ووفقاً لتعميم خادم الحرمين الشريفين الذي نشر الأسبوع الماضي حول أهمية رد المسؤولين حول ما تنشره الصحف من تقييم للخدمات فإنّ على وزارة التربية والتعليم وتحديداً إدارة التعليم بالرياض الرد حول هذا الموضوع وإلا اعتبرناه كقراء صحيحاً.
من جانب آخر وعند بحثي عبر شبكة الإنترنت حول هذه القضية بالتحديد وجدت أنّ هناك خبراً نشر العام الماضي بنيّة وزارة التربية والتعليم تدشين مشروعاً تعليمياً ضخماً في مدارسها المختلفة تلغي من خلاله الاستعانة في شكل نهائي بطواقم عمال النظافة العاملين داخلها، والاستعاضة بدلاً منهم بالكوادر التعليمية العاملة داخل المدارس، أن المشروع الجديد سيبدأ من طريق تعميمه وتطبيقه على 50 مدرسة مختلفة تتبع لتعليم جدة بعد أن تمت تجربته على مدرستين فقط خلال العام الدراسي الماضي.
الحق إن مشروع الوزارة عظيم والأصل أن نتعلم جميعاً خدمة أنفسنا ففي معظم الدول المتطورة تجد الطالب ينظف طاولته بعد الأكل والمعلم كذلك ينظف الفصل وهي ثقافة للأسف لم نعتدها في منازلنا فكيف في المدارس لكنها مريحة وتعلّم الأطفال النظافة كقيمة قبل أن تكون سلوك.
أمام هذا التناقض في الخبرين الخاصين بنظافة المدارس من المهم أن ترد إدارة التعليم بوزارة التربية والتعليم لنعرف الحقيقة.
هل لدى الوزارة مشروع التنظيف الحضاري أم أنها غيرت رأيها بعد تجربته في مدينة جدّة
وهل ستظل معاناة مديرات ومديري المدارس دون حلّ؟.
nahedsb@hotmail.com