ما إن يجف مداد حبر كلماتنا ومقالاتنا حتى نشهد حالة من الحالات المتكررة التي باتت سمة وميزة لعهدنا هذا، عصر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفقه الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه، وجعل أعماله خالصة لوجه الله.
إن هذه السلسلة الذهبية لقادتنا وملوكنا بدءاً من موحد هذه البلاد الملك عبدالعزيز رحمه الله وانتهاء بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، فلقد دأبوا على الرعاية والعناية بالحرمين الشريفين، يدفعهم إلى ذلك إيمان راسخ بشرف الخدمة لبيوت الله وللأماكن المقدسة.
مشروع إثر مشروع وأعمال في صالح العباد والبلاد مشاريع ستبقى شاهدة عصر، نعم لقد أفاء على بلادنا ولله الحمد والمنة بفائض الخير والبركة، لتجد يداً ناصحة تسعى للتطوير والإزدهار وخلال عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله صار من الطبيعي أن نسعد بين فترة وأخرى بمشاريع عملاقة، ولعل أشرفها وأعظمها التوسعة للمسجد الحرام، والتي أصبحت علامة فارقة، وأثراً لازماً للملك عبدالله - سلمه الله - ففي يوم الجمعة الموافق 18 من شهر رمضان المبارك لهذا العام 1432هـ وهو العيد الأسبوعي للمسلمين قام خادم الحرمين الشريفين بوضع حجر الأساس للتوسعة الشمالية للمسجد الحرام في سبيل مضاعفة طاقة المسجد الحرام واستيعابه للمصلين والعمار والحجاج ويكفي الإشارة بمشروع واحد، وقد يفي عما سواه من المشاريع لعظم تلك المشاريع وأهميتها.
واستكمالاً وإلحاقا بتلك المشاريع لعل من المناسب أن يلحق بها إنشاء مظلات تقي العمار والحجاج والمصلين لهيب الشمس الحارقة، وتكون مكملة ومتمه لذلك العمل الجبار، وذلك كما هو موجود أمام المسجد النبوي وتكون على هيئتها وبنفس نظامها وحبذا أن يرفق ذلك بوجود الملطفات التي رآها الكثير ممن قدموا لمكة المكرمة ودخلوا ساحات الحرم الشريف.
وأيضا مما يذكر ولكثرة العمار والازدحام المشاهد ماذا لو تم توسعة المطاف، فبعد توسعة الجمار فإن المسلمين يتطلعون إلى أن تتم هذه التوسعة في هذا العهد الزاهر لتكتمل التوسعة داخل وخارج الحرم فمصلحة عموم المسلمين وسلامتهم فوق أي اعتبار، وقد تعودنا ذلك من خادم الحرمين الشريفين حيث يولي أمور المسلمين جل اهتمامه ونظراً للزحام الذي نشاهدها إما عن قرب أو من خلال النقل التلفزيوني فقد يكون من المناسب أن تخصص بوابات الحرم المكي الشريف بحيث يكون الدخول من بوابة ويكتب عليها دخول، ويكون الخروج من بوابة أخرى حيث نرى الجميع وخاصة بعد انقضاء الصلاة وقد عمتهم فوضى الدخول والخروج، وقد يحدث إغماء ودهس، لذلك فلا مناص من أن نطبق التنظيم الذي رأيناه في الجمرات كما أن ذلك سيساعد كثيراً على أداء الموظفين والمشرفين على الحرم الشريف ولعله يفك كثيراً من الاختناقات التي غالباً ما تواجه الكثيرين نظراً لتشابك الداخلين والخارجين وسوف يساعد على عدم الزحام لان الناس سوف تتجه لأقرب نقطة تساعدهم على الوصول لمبتغاهم. وبالله التوفيق،،،،
مدير عام المهرجان الوطني للتراث والثقافة
alromis@yahoo.com