في هذا اليوم الباكر والصباح المشمس والساطع في بلادنا هناك آباء وأمهات تتملكهم الأحزان، حزن بحجم البيوت والشوارع وزجاج ورخام مباني الأبراج الشاهقة حين يخرج الطلاب في مراحل: الروضة والتمهيدي والابتدائي حاملين معهم الحقائب والكتب والأقلام ويبقى الأطفال المعاقون حبيسو جدران البيوت. هي رحلة العذاب والضمير الضاغط للآباء والأمهات بحثا عن مدارس لفلذات أكبادهم لهؤلاء الذين لاذنب لهم، إرادة الله شاءت أن يكونوا معلقين بآبائهم وأمهاتهم يعيشون على عون الآخرين فلا يستطيعون خدمة أنفسهم أوالعيش بلا مساعدة... هناك فئة منهم تزيد من عذاب الأهل هي تلك الفئة العالقة مابين الأصحاء وبين شديدي الإعاقة، ممن يصنفون بالمعاقين الأذكياء الذين لا يمكن دمجهم في الأسوياء ولا مع شديدي الإعاقة.
وزارة التربية والتعليم صنفت نفسها بأنها وزارة للأصحاء والأسوياء والأذكياء، أما المعاقون فأمرهم في جميع الأحوال لله العلي القدير... أما وزارة الشؤون الاجتماعية فتقول دائما نحن لا نعلم ولا ندرس إنما نقوم بالتأهيل والرعاية. إذن إلى من يتجه هؤلاء الأطفال أطفال متلازمة داون وأطفال التوحد وأطفال صعوبات التعلم والإعاقات الخفية... هل يتركون في المنزل للخدم والإهمال والضياع من يعلمهم ويؤهلهم إذا كانت مدارس الإعاقة لا تعلم وإنما للرعاية والتأهيل الاجتماعي... نحن في بلادنا أنعم الله علينا والدولة تدفع الميزانيات والمليارات للصرف على الإنسان والخدمات العامة في حين وزارتي التربية والتعليم والشؤون الاجتماعية تقصي فئة غالية من أبنائنا وتحرمهم من خدماتهما... نحن في هذه البلاد الكريمة نهتم في بيوتنا بأشياء جمالية وندفع الأموال لتنسيق حدائقنا وأرصفة منازلنا وأشجار ساحات البيت، نجمل مداخلنا بأنواع الورود والفل والياسمين وأشجار الظل، ونهتم أكثر بطيور الزينة الكناري والبندوق والحسون وطيور الحب، وأيضاً الحيوانات الأليفة نرعاها ونوفر لها الراحة، أما هؤلاء الأطفال المعاقون أبناؤنا هم مثلنا بشر من لحم ودم ومشاعر نهملهم بلا مدارس ولا رعاية.. وزارة التربية تفتخر دائما أن عدد طلابها (5) ملايين، ومدارسها أكثر من (35) ألف مدرسة وميزانيتها بالمليارات لكنها تقف صامتة أمام المعاقين وعاجزة عن افتتاح مدارس في المدن الكبيرة، وتخصص (4) مدارس فقط شمال المدينة وجنوبها وشرقها وغربها للمعاقين، وإيجاد مدارس في نواحي مدننا لأبنائنا الأبرياء أطفال متلازمة داون أو أطفال فرط الحركة والتوحد، فهذا إضافة إلى أنه واجب وطني هو من أعمال الخير لمن يرجو الثواب من الله.