Saturday  10/09/2011/2011 Issue 14226

السبت 12 شوال 1432  العدد  14226

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

أدرنا ظهورنــا للشام كما الشؤم، وتوجّهنا نحو البحر فرارًا من الحرب، وامتلأت «الشٌّرفة» الواسعةُ بالحلـم اللذيذ؛ فمحدِّثنـا قادمٌ لتوِّه من الجبل الأشم بعدما عايش تجارب السجن والمنع والاستجواب في رحلةٍ نضاليةٍ لم تهنْ وإنْ وهنتْ.

- شاطئُ الغروب هو ذاتُه شاطئُ التطلُّع، و»ميشيل كيلو» يحمل آلامه كما آماله بلغةٍ باذخةٍ لا يعنيها القاتل والسجّان بل الغد والوعد؛ فكأنما كان في «تموز» يهدينا بشارة النصر؛ فلن يطول الأمد.

)) قدم من هناك وعاد إلى هناك، ولم يخشَ تكرار تجربةِ منافي الوطن؛ فقد ولّى زمن العبيد، وأشفقنا منصتين؛ داعين وواعين ؛ فما مرَّ هو الأمرُّ وربما سيتذوّقون من الحنظل ما لم يحنْ أوانُه بعد.

- تدفق «كيلو» كما أحلام المترفين، وكنا «أرملة الدكتور أمين الحافظ وباحثةُ دكتوراه دانمركيةٌ وأربعةٌ من بني أبينا وعمنا» نتداخلُ استفهاماتٍ وقراءات، ومضت الليلةُ ومضةُ طمأنتنا على أنّ العودة للخطيئة الأولى في تتويج نظامٍ طائفي قمعي كذوب تربيعٌ لدائرةٍ استحكمت حلقاتُها لتدور على الباغي.

- مضى شهران مذ التأم اللقاء على عشاء ودعاء، وتطوّرت الأحداث؛ فسقط العرّاف، وحوكم الكاهنُ، وتوارى الجبان، وامتدت مساحةُ الحلمِ الأبيض في الليالي السوداء هلالًا تتسعُ إضاءاتُه ولا يختلف حوله المتراءُون.

- شهدنا التأريخَ اليوم، وكنا نقرؤه أمس غيرَ عابئين بتفاصيله، مؤمنين بما اقتنع به بعض أولي البحثِ أنّ في سطوره فراغاتٍ تملؤها القوةُ والهوى، ويُحكى عن معلمٍ قال لتلاميذه: لا تصدقوا كلَّ ما أدرِّسه لكم، وأشبه أستاذنا في «جامعة سان دييغو ستيت» الذي كان يحاضر علينا في «البرمجة الحاسوبية بلغة «بيسك» فيردد أنّ شرحه وقتها سيتقادم في نهاية الفصل الأكاديمي ليصبح بلا قيمة.

- لن نثق بالتأريخ الذي لم نعشه، ولا بالتقنية التي لا نتواكب معها، ولا بشعارات التحرير والتبرير والإصلاح التي لا تتشخصن على الأرض وترعاها السماء.

- دفع الصوتُ السوطَ، ولم يَعُد الكبير بأوسمته وألقابه؛ فشباب الشوارع العربية أعادوا صياغة معادلاتٍ مجتمعيةٍ قد تصيب مثلما تخطئْ؛ لنثمِّنَ مقدرتها على تغييرٍ لم يكن أكثرُنا تفاؤلًا يراه أو يلمسه أو حتى يهذي به.

- صمت البحرُ، وغازل القمرُ الشرفةَ الجميلة، وسكن الليل، وغاب المحلِّلون والمعلِّقون، وجلس وحده يرقب الماء والفضاء، ويَعُدّ: واحدةً واثنتين وثلاثًا وأربعا، فهي البشير كما النذير، والرسل دون رسالة، والعِظةُ لمن يعتبرون.

- المجدُ صناعةٌ ذاتية.

ibrturkia@gmail.com
 

ليلةَ سقط المحلِّلون
د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة