الشيخ عبدالرحمن بن سعيد رحل عن دنيانا الفانية وترك آثارا وأعمالا يشهد له التاريخ بها وستظل يتذكرها الناس بكل الاحترام والتقدير، ابن سعيد.. قبل أن يرحل سطر اسمه بحروف من ذهب، فهو الرجل الذي شارك مع رجال آخرين كبار في بناء وإنشاء الركائز الأولى للرياضه ولكرة القدم على وجه التحديد في المملكة وكان أحد الرواد الأوائل الذين لهم الفضل في وضع حجر الأساس لكرة القدم في منطقة الرياض وله مشاركات وآراء ومساهمات إيجابية على مستوى الوطن حيث أسس نادي الشباب ورأس النادي الأهلي بجدة ودعم ماليا ومعنويا أندية عديدة منها الوحدة والنصر رغم التنافس الكبير بينه وبين الهلال ولم يثنه ذلك عن مد يد المساعدة والعون للنصراويين عندما طلبوا منه ذلك كما أنه أسس صرحاً وكياناً شامخاً ألا وهو نادي «الهلال» الذي يعد الآن مفخرة ومعلما من معالم الكرة السعودية، ابن سعيد.. هو الرجل الذي زرع وغرس بذرة (الحب) بين كافة الرياضيين في المملكة العربية السعودية متجاوزا الإساءات والميول والألوان والتحزبات، ابن سعيد.. هو الرجل الذي يقف أمامه القلم حائراً وعاجزاً عن وصف أخلاقه وكرمه وسماحته وحبه لعمل الخير ناهيك عن نبله وحكمته وهدوئه وقوة بصيرته، وهو صاحب حل وربط وقد كان يجهر بالحق لايخشى لومه لائم ولو استعرضنا أعماله النبيلة لما بلغنا كفايته... ولا اتسعت المساحة المحددة هنا لذكر كل مايتصف به هذا الرجل الشهم النبيل، ابن سعيد.. هو الرجل الذي لاأنسى مواقفه معي منذ أن التقيت به أول مرة في نادي الهلال بمحظ الصدفة فبادر لدعوتي للغداء في منزله العامر ووضعت المائدة التي تجسد من خلاها كرمه وفوجئت أن الدعوة كانت شخصية لي وحدي وشاركنا بعد ذلك زميلنا (إسماعيل) من جريدة الرياض وحكى عن بداياته في العمل العسكري وسرعان ما انتقل كاتب يحرر الرسائل المنوعة وكان لموهبته في الخط دور في ذلك حيث أعجب الملك (سعود) بخطه الجميل وأمر بأن يوظف في المالية وكاتب رسمي لكافة المراسلات وتحدث عن العديد من ذكرياته وإنجازته الكبيرة حيث واجه صعوبات ومعوقات جمة تجاوزاها بفضل قوة عزيمة ذكر ذلك لي وبتواضع بسيط وكأنه لم يفعل شيئاً.. وقد التقيته أكثر من مرة في العاصمة الرياض وحتى في مدينة جدة عندما كان يحضر في الإجازة الصيفية، ابن سعيد لن أطيل الحديث عن مآثره ولكنه الرجل صاحب القلب الطيب الذي ترك آثاره بهدوء في قلوب من عرفوه ورحل.. لتبقى إنجازاته خالدة أبدلدهر.
سعدالعصيمي- مكة