اطلعت على الرسم الكاريكاتيري لهاجد في جريدة الجزيرة عدد 14185 والذي يظهر فيه مجموعة من الرجال، ويد كل منهم تطبق على فم الذي بجواره، ولافتة في الأعلى مكتوب فيها: (المجتمع المتحاور) تناقض واضح بين الأقوال والأفعال، وهذا واقع يلمسه الجميع، حيث الاختلاف الحاد بين المتحاورين، والذي يصل في بعض الأحيان إلى حد الخصومة والمقاطعة.
إن ترسيخ ثقافة الحوار بين فئات المجتمع يتطلّب وقتاً وصبراً لكي تكون هي السمة السائدة لدى أفراد المجتمع بكافة أطيافه وتوجهاته، لذا لابد من التدرج في ترسيخها في النفوس. فعلى كل فرد أن يمرن نفسه على مبدأ الحوار، وتقبل الرأي الآخر، عند تعامله مع أسرته، ومع جلسائه ومع زملائه في العمل.. فثقافة الحوار مثل غيرها من السلوكيات تحتاج إلى تعلم وممارسة.
إن مبدأ الحوار والمناقشة وتقبل الرأي الآخر أياً كان، نهج إسلامي خالص، والآيات والأحاديث في هذا الشأن، أكثر من أن تحصى وليس كما يعتقد البعض، أن ثقافة الحوار وتقبل الرأي الآخر سمة حضارية غربية صرفة.
وختاماً: لنجرب الإنصات للآخر، وعدم مقاطعته، حتى ينتهي من عرض فكرته، ووجهة نظره.. وسنجد الفرق.
محمد بن فيصل الفيصل - المجمعة