|
كتب - عبدالله الهاجري
منح النجم التلفزيوني فايز المالكي القناة السعودية الأولى جرعة كبيرة ومهمة من الجرأة في الطرح وتناول القضايا فيما كانت تُعرف سابقاً بالخطوط الحمراء، التي لم يكن أحدٌ يستطيع الاقتراب منها، بداعي عدم تناول القضايا الشائكة أو بسبب محافظة (بعض) متابعي القناة الذين يستنكرون ويتحسسون «سابقاً» من طرح أي قضية تُعتبر لديهم من الممنوعات أو على الأقل الحديث فيها. وتمكن المالكي من طرح هذه القضايا بكل اقتدار وتفوق، وحاول الصعود كثيراً على السور ووصل لذلك، وبات يناقش قضايا مجتمعه من مكان عالٍ أتاح له الاطلاع على كافة القضايا وتناولها بشكل «رجولي» وبانفتاح إعلامي كبير، طارحاً القضايا ومشكلاتها ولم يكتف بذلك بل أوجد لها الحلول السليمة والمناسبة لها. في (سكتم بكتم 2) وهو العمل الذي يقوم ببطولته فايز المالكي ويشاركه العديد من نجوم الدراما المحلية والخليجية، استثمر المالكي التوجه العملي للدولة بالانفتاح الإعلامي وطرح القضايا دون تجريح أو مبالغة، كما استثمر المالكي (وهي خطوة تحسب له)، توجهات وزير الثقافة والإعلام عبد العزيز خوجة وانفتاحه على كل القضايا، حيث ناقش المالكي بكل شجاعة العديد من القضايا والمشكلات التي تواجه المجتمع السعودي، بل تحمل المالكي ردود الفعل الغاضبة التي تصله و ما زالت على تناوله بعض المشكلات (الحساسة)، وواجه تلك الانتقادات بكل شجاعة وقام بمحاكاة ما يحدث في الشارع السعودي. في (سكتم بكتم 2)، والذي تُعرض حلقاته على القناة السعودية الأولى، نجح فريق العمل في تغيير الفكرة السابقة لدينا عن توجهات القناة الأولى وقناعاتها السابقة، كان هناك تعديل واضح على بعض المفاهيم والتوجهات، كنا سابقاً نعلم الحدود الضيقة التي من الممكن أن تُمارس من خلالها بعض المفاهيم وطرح بعض القضايا، لم تكن المسئولية فقط ملقاة على القائمين في القناة، بل بسبب محافظة المشاهد السعودي أو بصورة أشمل مشاهد القناة الأولى، والذي يرفض طرح قضايا قد تمس المجتمع، أو انتقاد جهة حكومية، أو ممارسات بعض الشباب والفتيات، لم يكن أحد متوقعاً أن تُطرح في مسلسل سعودي قضية تفضح خلالها ممارسة بعض الشباب، وتحديداً قضية (الجنس الثالث والبويات)، ورضي فايز المالكي تجسيد هذه الحالة (رغم خطورة الموقف) وصعوبة التقليد، إلا أنه نجح في طرح هذه القضية وأوجد أسبابها وحلولها، في عمل يعتبر مفاجأة وغير متوقعة من المشاهدين وحتى المتابعينكما طرح المالكي قضية الناقل الوطني وكذلك مشكلات البلاك بيري، والابتعاث الخارجي ومشكلات الشباب السعودي والقياس واليوم الوطني، كما طرح ويطرح العديد من القضايا المهمة والحساسة للمجتمع السعودي. بهذه الجرأة العالية مع الأخذ في الحسبان حساسية المجتمع السعودي وعدم تقبل شريحة منه لهذه القضايا عبر قناتهم الرسمية، إلا أن طرحها بشفافية كان لها ردة فعل إيجابية وترحيب واسع. يبدو أن المالكي قد ظفر بعد صبره وحقق لنفسه وللقناة الأولى نجاحاً واسعاً، وجعلنا نغير نظرتنا تجاه القناة الأولى وربما مفهومنا للانفتاح الإعلامي.