|
عبدالرحمن البكر
يتربع الفنانان عبدالله السدحان وناصر القصبي على قمة هرم الفن السعودي بلا منازع وبشكل قاطع، لذلك يحرص الكثير من المثقفين والنقاد والمشاهدين على متابعة أعمالهما الرمضانية الناضجة المميزة.
ولا نزال كمشاهدين نتشوق باستمرار لمشاهدة كل ما هو جديد لهما، ونستمتع بمشاهدة أعمال فنية جميلة نادرة مثل عملهما في رائعة سعيدان وعليان في الحارة وغيرها، وفي هذا العام استمر هذا الإبداع الفني الكوميدي بشكل منقطع النظير، بل إن أغلب حلقات هذا العام أكثر نضجاً وتدعو للخير والصلاح وتعتبر رداً واضحاً على من يرى أن القائمين على طاش أنهم دعاة للفساد والشر، ولكنهم أثبتوا لنا من خلال عدة حلقات أنهم دعاة لفعل الخير، ومن ذلك التسامح والصدق والوفاء وصلة الرحم وبر الوالدين ومحاربة الفساد والعدل بين الأبناء وإفشاء السلام وغيرها، ومن الواجب أن نكسب هؤلاء وندعمهم ونشجعهم طالما أن أعمالهم تدعو للخير والإصلاح.
ويسجل في رصيدهما الفني الرفيع تكريمهما المستمر لعمالقة الفن السعودي من الجيل السابق أمثال محمد المفرح ومحمد الطويان وعبدالعزيز الحماد -رحمه الله- وعبدالرحمن الخريجي وعلي إبراهيم وعبدالرحمن الخطيب وغيرهم بإعطائهم فرصة المشاركة في بعض الأعمال، بل إن مشاركة هؤلاء النجوم تعطي بعداً فنياً مميزاً، وهذا يدل على نزاهتهما وعلى كرمهما الفني.
وإن كان هناك من يحاول النيل منهما أو التقليل من شأنهما، ورغم وجود بعض الأخطاء الفنية والنصية البسيطة، لكن هذه القافلة الواثقة تسير بثبات، ومن الصعب الاستمرار في الإبداع في أي عمل زمناً طويلاً، إلا أن هذا هو ديدن هؤلاء العمالقة الناجحين. وأقول للبعض إن الوصول إلى القمة ليس نجاحاً، بل الاستمرار في القمة هو النجاح الحقيقي، ودمتم.