وكأنَّ النظام في سورية في سباق مع الزمن لقتل أكبر عدد من مواطنيه قبل أن يترك السلطة! فبعد أن عجزت كل أساليب القمع والترهيب والقتل اليومي في وقف ثورة الشعب السوري، صعد النظام من إجراءاته الدموية، فشاهد المتابعون عودة لأساليب القامع والقتل الدموي التي كانت سائدة في دول ما وراء الستار الحديدي «الكتلة الشرقية لأوروبا» سابقاً، فالدبابات السورية تحصد بمدافعها مئات الشباب السوري وتدمر المساكن، وحتى المآذن لم تسلم من تدميرها، وهو ما كان يحصل في المجر عندما اقتحمت الدبابات السوفيتية بوادبست، وما حصل في براغ ووارسو. ولكن تلك الأحداث تمَّت في وقت كان العالم مقسَّماً إلى قسمين لا أحد يتدخل فيما يحصل في «ضيعة» الآخر. أما الآن فالوضع اختلف، العالم يكاد يكون قرية واحدة، يراقب ما يجرى فيه، والدول ومنظمات حقوق الإنسان والعفو الدولية، والمحاكم الدولية تسجل ما يجري، ولابد أن يُحاسب مرتكبو جرائم القتل ضد الشعوب، والتي تُصَنَّف تحت مسمى جرائم ضد الإنسانية، لابُدَّ وأن يُحاسبوا وأن يُوقفوا أمام المحاكم المحلية، وإنْ تعذر جُلبوا إلى المحاكم الدولية لينالوا جزاءهم وعقاباً على ما ارتكبوه من جرائم يندى لها جبين الإنسانية.
إنَّ ما يحصل الآن في سورية والتي تتعرض مدنها إلى قصف بالدبابات بصفة يومية، ويهَجَّر سكان أحياء بكاملها، ويُجبر أبناء مخيم للاجئين احتموا بسورية فيأتي النظام لعقابهم، فهذا لا يمكن أن يُحتمل من المجتمع الدولي سواء من دول جوار سورية أو الرواق الدولي القريب. فالذي يجري من أعمال قمع وقتل يومي، وتخريب للمساكن والمدن لا يُحتمل ولا يَقْبل به أي إنسان. ولهذا فإنَّ النظام السوري، الذي فقد موقف أي دولة أو مجتمع معه سوى دولتين من شاكلته، يعيش الآن أيامه الأخيرة ويريد قبل أن ينتهي غير مأسوف عليه إبادة الشعب السوري بأكمله.