(إن طاقة الحقد لن توصلك إلى مكان، لكن طاقة الصفح التي تتجلى في الحب، ستحول حياتك بشكلٍ إيجابي)
باولو كويليو - الزهير.
أتفق مع (باولو) في كون الحقد طاقة، آخذة في الاستشراء والتمدد ما لم نحاول تهدئتها وإطفاء نارها قبل أن تقضي على ما تبقى في جسد الحاقد.. روحه.. عقله.. وحالته النفسية..!! الحقد - حمل العداوة والبغضاء في القلب.. والإنسان ينوء بحمل جسده المترهل.. المكتنز بشحوم تراكمت في صدره، وعلى قلبٍ بحجم قبضة الكف.. فكيف به وهو يضطرم حقداً تولد عنه حسد..!!
النار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله!! والحاقد يأكل هدأة نفسه.. واطمئنانه.. وراحته.. ورضاه.. فيضطرب كيمياء المخ لديه حتى تتداعى صحته فيعتريه القلق والأرق ولا يجد في الفراش دفئاً.. وللطعام لذة.. وللشراب رواء..
- في محيط عملك زميلك في حركة دؤوبة ونشاط مستمر وعطاء لا ينضب.. ولأنك لست كذلك يعتري قلبك الحقد ويتولد عنه الحسد فتصل ليلك بنهارك تفكر فيه.. تدبر المكائد.. تتمنى له الانتكاسة.. تأسى على حالك..!!
- تصل ليلك بنهارك وقد اتقدت في داخلك طاقة الحقد دون أن تصل إلى مكان تطمئن إليه وترتاح فيه فلا تنال من رتب الحياة عشر معشار مرتبة..!!
لا يحمل الحقد من تسمو به الرتب
ولا ينال العلا من طبعه الغضب
شتان بين هذا وذاك..
بين من قلبه معلق بالرتب..
يتطلع للقمم.. يشتاق صعود الجبال، لا نجد في قلبه متسعاً للحقد!!
الحاقد إنسان عاجز عن إثبات الذات.. عن النحت في الصخور..
فاشل في التطلع للمستقبل الزاهر..
متعثر في خطواته.. فكان أن مهد الطريق للعداوة والبغضاء إلى قلبه..
العدو لا تأمنه لو بعد حين
لو حلف بالبيت والركن اليمين
الحقد والبغض في قلبه دفين
وإن ضحك بالوجه في قلبه غليل
قد نقرأ في عيون الحاقد حروف حقده..
وقد تجرح كفنا أثناء مصافحته لنا.. عين الحاقد قلما تكون صافية كالكأس الشفافة إن تركتها عرضة للغبار ضيعت ذرات الغبار معالم شفافيتها.. بهت لمعان الكأس.. اتسخت!! فمن تشتهي معدته تناول الماء العذب الصافي الرقراق من كأس ضيع الغبار معالمها..؟؟! الحقد أعمى.. وإذا انطلق رصاصه لم يستطع تحديد وجهة الرصاص..!! صوب أم.. أو أب..!!؟؟ صوب أخت أو أخ.. صوب صديق أو زوجة أو عزيز.. وهو أصفر شاحب اللون ينم عن سوء التغذية.. وغذاء القلب الرضا بما قسم الله له والقناعة أيضاً.. الرضا بوضعه المادي.. الوظيفي.. الطبقي.. قبل أن يترتب على ذلك حقد طبقي.. وآخر طائفي تسبب في طحن الشعوب وإبادتها والطعن فيها..
أماه من بث بذر الحقد في وطني
وخط الرعب ذكرى الثأر في خلدي
من مزق الطفل أشلاء مبعثرة
من نضب القصف فوق الآل والولدِ
ليس سوى الحقد الطائفي.. حقد الشعوب.. وحبها للقتل والحرق والإبادة.. طاقة الحقد لم تصل بنا حتى الآن إلا إلى الهاوية.. حوّلت حياة البشر بشكلٍ سلبي..!!
ولن تتحول بشكلٍ إيجابي ما لم نذكِ طاقة الصفح التي تتجلى في الحب.
bela.tardd@gmail.comp.o.Box:10919-Dammam31443