لقد تأملت إتقان شركة تنظيف الحرمين وتخيلت لو تم التضييق عليها بالسعودة فهل ستستطيع تبديل العمالة الباهرة الموجودة حالياً والتي تعمل عملاً رائعاً في إبقاء الحرم وساحاته على مستوى عالٍ من النظافة يجمع عليه كل رواده؟ وهل يستطيع الشاب السعودي بهذا الوقت أن ينزل للميدان ليعمل بتلك الأعمال!؟ وهل من المنطق أن نركز على ما تحوله تلك العمالة من مئات الملايين وننسى ما قدمته من إتقانٍ وجودة ؟ وهل الأولى أن نسعود عمالة الحرم أم البائعين حول الحرم؟

لولا الله ثم تلك العمالة لما قامت تلك المشاريع التنموية الضخمة ولما حققنا ذلك التطور الذي نعيشه كل يوم بحمد الله وشكره، وكلما زادت تلك المشاريع رافقها وفرةٌ في الوظائف لأبنائنا وبناتنا إلى أن يأتي الزمن الذي يشغلونها هم ولكن بعدما تمتلئ الوظائف داخل المكاتب المكيفة.

إن توطين العمالة هم كل مواطن ومسئول، بل إنه الشغل الشاغل لدى كثير من دول العالم فالكل يتفق أننا بحاجةٍ إلى سعودة والسؤال الذي يشغل حيزاً كبيراً في هذا الشأن: متى تتحرك المؤسسات التعليمية لمواكبة متطلبات السوق المهني ؟ فالوقت يمضي بسرعة ولا تزال مخرجات التعليم أقل بكثير من المأمول.

و مع جميل بما بدأت به وزارة العمل من اعتماد نظام نطاقات إذ أنتهزها فرصةً لنهنئ أنفسنا على بداية التفكير الإستراتيجي للسعودة ضمن آلية منظمة وطريقة مبتكرة، فالشكر موصول لكل من ساهم لإخراج هذا التنظيم الرائع.

لكن سؤالي هل ستكون هناك شفافية ومصداقية للكل بتنفيذ هذا الحلم الذي طالما انتظره القطاع الخاص، وأعتقد أنه مشروع ضخم جدا، ونجاحه يحتاج تخصيص إدارة خاصة بذلك لتدعم وتراقب وتطور ذلك المشروع الرائع لأن التنفيذ أصعب بكثير من التخطيط والتشريع.