Monday  15/08/2011/2011 Issue 14200

الأثنين 15 رمضان 1432  العدد  14200

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

شهر القرآن
خالد عبدالعزيز الحمادا

رجوع

 

لغتنا ثرية وقواميسنا تمتلك أرصدة ضخمة من الكلمات وعندها احتياطيات كبيرة من المعاني الواسعة والأساليب الجميلة، لكنها قد لا تفي ونبعها قد ينضب في وقت الاحتفال وساعة الاستقبال، فالوجوه مبتسمة والصدور منشرحة والنفوس مبتهجة ومشاعرنا المتشوقة والمتلهفة التي سبقت استقبال الشهر الكريم قد تعجز قواميس اللغة عن مدَّها وقد تيأس الكلمات عن توصيفها.. ففرحتنا بك يا شهر الخير كبيرة سرورنا بحضورك لن نعبَّر عنه بكلمات وإنما سنصنع منها زهوراً ووروداً نزين بها دروك وسبل وصولك.. أهلاً بك.. مرحباً بوصولك..

بالقرآن استقبناك.. بالجد والعمل احتفلنا بك.. سنتلو فيك آيات القرآن آناء الليل وأطراف النهار.. سنذكر ربنا فيك كثيراً وسنسبحه كثيراً إنه كان بنا بصيرا.. قدوتنا في استقبالك رسولنا - صلى الله عليه وسلم - كان يدارسه جبريل في كل ليلة القرآن وكان في رمضان أجود بالخير من الريح المرسلة.. فسنتزود بالخير وسننهل من فيضك وخيرك وروحانيتك وسنستغل الفرصة السانحة فيك.

رمضان مرة أخرى أهلاً بك.. وأنت موسم خير وفرصة للتزود والتقرب إلى الله. أحاديثك الصحيحة المشهورة ترشدنا إلى ذلك وتحثنا علىالخير الكبير فيك منها: «كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به» أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

ربنا يحثك على العمل الصالح ومعظم آيات القرآن تحثنا على أن نعمل صالحاً وربنا سيكرمنا بذلك وسيضاعف ذلك لكن في رمضان ستزداد المضاعفة وسيكرمنا ربنا وسيجزل لنا العطاء عطاء من عنده ومثوبة لا يعلم بها إلا هو ولذلك خص الصوم بخاصية عظيمة «إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به».

في الحديث الآخر: «إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وأغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين» أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

هذا كرم إلهي كبير وفرصة لباغي الخير بأن يقبل وأن ينهل من خير وبركة هذا الشهر الكريم فأبواب الجنة تفتح وأبواب النار تغلق وأبواب الخير تفتح وأبواب الشر تغلق فكأن هذا الشهر الكريم ييسر طريقك نحو الجنة ويضيق ويغلق طريق النار وكذلك من البشرى للمؤمن أن العدو قد سلسل وصفِّد فلم يعد له قدره على التأثير فإنه كان يجري من بني آدم مجرى الدم كما ذكر - صلى الله عليه وسلم - فإن الصيام وجاء وجنَّة يضعف جريانه ويضيِّق عليه ويضعف تأثيره «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر ما تقدم له من ذنبه»، «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» أو كما ذكر - صلى الله عليه وسلم -.

هذه أحاديث عظيمة تدلنا على أن نجتهد وأن نحتسب في صيام وقيام هذا الشهر علنا أن نرحم وأن يغفر لنا ربنا ما تقدم لنا من ذنوبنا.. فعلينا في هذا الشهر الكريم أن نري الله من أنفسنا خيرا «وإن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيرا». فعلينا أن نتقرب وأن نتزود من الخير وأن نستغل خيرية وروحانية هذا الشهر للتغيير فكل واحد منا عنده ذنوب ومعاصي وعادات سيئة تجذرت في شخصيته ولا يستطيع أن يتخلص منها.. شهر رمضان بإذن الله سيساعدك على التغيير وترك هذه العادات السيئة واستبدالها بعادات حسنة وطيبة «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».

نحن أمة العمل والجد والمشاركة بفعل الخير وتقديم الصالحات وعندما يمر بنا هذا الموسم العظيم علينا أن نستغل كل دقيقة فيه وأن نملأه بتلاوة القرآن وبالذكر وبصلة الرحم وبالصدقة وبسائر الأعمال الصالحة (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا).

سطور أخيرة:

الدعاء مخ العبادة وربنا يحب من يلح عليه بالدعاء ولا يمل حتى نمل، ورمضان فرصة لممارسة عبادة الدعاء والإلحاح لعل ربنا أن يرحمنا وأن يتقبلنا، فآية الدعاء: (إذا سألك عبادي عني.. الخ الآية) نزلت بين آيتي الصيام، بين آية «شهر رمضان» وآية «أهل لكم ليلة الصيام».

Al hamada1427@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة