له أن يُكرم، وأن يُحتفي به، وأن يكون تقديره بحجم ما أنجزه وقدمه من عمل، وأن يكون هذا الموقف من المواطنين تأصيلاً لقيم الوفاء، وعلامات مضيئة في دروب العطاء، وترجمة حقيقية وفاعلة لأجمل علاقة متميزة وأصيلة جمعت سلمان بن عبدالعزيز بالرياض أرضًا وشعبًا على مدى أكثر من خمسين عامًا.
***
الأمير سلمان قامة كبيرة، ورجل استثنائي، يقضي في عمله من الوقت أكثر مما يقضيه موظف صغير دون أن يكل أو يمل، وقد راهن منذ أكثر من خمسين عاماً على ما ستؤول إليه الرياض من تحوُّل تاريخي، ومن تغيير سوف ينقلها من حالها المتواضع آنذاك؛ لتكون درة المدن، وظل همه هكذا، إلى أن تحوَّلت هذه المدينة الصغيرة بالفعل إلى واحدة من أكبر العواصم العالمية وأكثرها أناقة وجمالاً، وبمثل ما وعد وبشر به الأمير سلمان بن عبدالعزيز.
***
والرياض، بحُكْم طبيعة موقعها، والظروف المناخية المصاحبة لهذا الموقع، من المؤكد أن مهندسها وأميرها سلمان بن عبدالعزيز لم يصل بها إلى ما وصلت إليه من حيث التخطيط والإبداع والمستوى وتكامل الخدمات، ولم ينقلها من عاصمة هامشية تفتقر إلى أقل متطلبات العواصم السياسية والحضارية، دون جهد كبير بذله وسنوات من العمل والعطاء الدؤوب للرقي بها، ضمن تصوُّر واضح أملاه عليه قناعته بأهمية أن تكون عاصمة المملكة بمستوى يليق بمكانة المملكة ودورها في الساحتَيْن المحلية والدولية.
***
إن التكريم الذي أراه لرجل أعطى الشيء الكثير لمدينة الرياض، بمثل عمل وإنجاز وفعل سلمان بن عبدالعزيز، يتطلب من المجتمع توسيع دائرة هذا التكريم، ما يعني دراسة مجموعة من الأفكار والمقترحات بين تلك التي يكون فيها فائدة للوطن والمواطن، وعندئذ لا أعتقد أن الأمير سلمان سوف يمانع في تنفيذها، وخصوصاً أنها مبادرات انطلقت من مواطنين أوفياء، ومن أناس محبين لوطنهم وداعمين له في كل المناسبات والميادين، ومؤيدين لكل خطوة ترسم مسيرته في التطور وتقوده إلى ما يعزز مكانته، ولاسيما إذا كان هذا التكريم لعاصمة البلاد - الرياض - وسمو أميرها المحبوب.
***
ما الذي يمنع الجمع بين جمعية خيرية تقام باسم سموه في الرياض - كما هو مقترح - ومهرجان احتفالي كبير يتوج هذا التكريم، تحت مظلة تكريم الأمير سلمان بمناسبة مرور نصف قرن على توليه مسؤولية خدمة الرياض وأهلها والمقيمين فيها، مع اهتمام غير مسبوق من سموه في الجانب الشكلي والتخطيط الهندسي الذي أعطى عاصمة المملكة كل هذه المسحة من الجمال، فالمهرجان - لو أقيم - بكلماته وشعره وصوره وعباراته، إنما يذكر الناس بملامح الإنجازات الكبيرة التي شهدتها الرياض، وبما يحقق الهدف ويلامس المشاعر المحبة لرجل ظل حاضراً في وجدان كل منا.
***
لقد اعتاد الأمير سلمان أن يُكرم النابهين والمبدعين وذوي المواقف الداعمة للأعمال الخيرية والوطنية، وكل من يقدِّم خدمات يكون فيها نفع وفائدة، وذلك ضمن مهرجانات أو احتفالات بحضور سموه ورعايته وتشجيعه، فكيف لا يكون مولد هذه الجمعية في حفل بهي يُذكِّر الناس بالأعمال الخالدة لسلمان بن عبدالعزيز؟ ولماذا لا يتم التوسُّع في تكريم الأمير سلمان، كإنشاء جامعة أهلية باسم سموه في مدينة الرياض أو في إحدى محافظاتها؟ خاصة أن هناك إجماعاً على محبته، وتثميناً عالياً لإنجازاته، ورغبة ملحة وصادقة من القادرين لتكريمه تكريماً لائقاً ومناسباً وملبياً لرغبة المبادرين بتكريم سموه.