|
عمّان - خاص:
عرضت الإعلامية والروائية سمر المقرن تجربتها الصحفية والأدبية على مثقفات ومثقفي الأردن في أمسية أُقيمت في منتدى الرواد الكبار، بتنظيم من دارة المشرق للفكر والثقافة، يوم الخميس الفائت بالعاصمة الأردنية عمّان.
واستهلت الندوة مديرة دارة المشرق للفكر والثقافة زهرية الصعوب ببطاقة تعريفية حول الضيفة وإنجازاتها في مجال الإعلام والثقافة.
وأدار الندوة الشاعر العراقي محمد نصيف.
وقدَّمت المقرن ورقتها التي جاءت بعنوان «المرأة السعودية في التجربة الصحفية والروائية»، قائلة: في كلتا التجربتين لا يمكن لي أن أتحدث عن نفسي، بل أتحدث عن أجيال نسائية كانت قبلي وأتت بعدي، وجميعنا في مسيرة تراتبية، وسلسلة متواصلة من العطاء، وإن كانت المرأة في التجربة الإبداعية، وخصوصاً (الروائية)، قد سبقت الزمن وتخطت كل الحواجز، فيما لا تزال في التجربة الصحفية لم تأخذ حقها الذي يتوازى مع خبرتها ومهنيتها.
وبذلك بدأ الحديث عن التجربة الصحفية مشيرة إلى أن تجربة المرأة السعودية في الصحافة لا يمكن أن تنفصل عن تجربة المرأة العربية.
وقالت: «جميعنا نسير في مركب واحد، والمرأة العربية بشكل عام لم تأخذ حقها في الإعلام، ولم تحصل على المناصب التي توازي خبرتها في هذا المجال. والمرأة السعودية دخلت هذا المجال باكراً ومنذ تأسيس صحافة الأفراد في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن سعود -رحمه الله - إلا أن وجودها آنذاك وفي المراحل التي تلتها كان وجوداً خجولاً وعن بُعد، في حين اختلف الوضع في الوقت الحالي، ولم تعد المرأة عنصراً شكلياً أو تكميلياً، بل هي عنصر أساسي في الصحف السعودية كافة».
وفي السياق ذاته أشارت المقرن إلى التجربة الحديثة لصحيفة «الجزيرة» التي افتتحت العام الماضي قسماً نسائياً هو الأول من نوعه؛ حيث خرّج قسماً متكاملاً ليس من صحفيات ميدانيات فقط بل بوجود المرأة في العمل على الديسك والصف والإخراج وكل المراحل، وهذه تجربة تستحق الإشادة.
وعن تجربة المقرن في الصحافة أشارت إلى تجربتها في رئاسة قسم المجتمع في صحيفة الوطن، في عام 2005م إلى عام 2007م، حيث كانت بذلك أول امرأة ترأس قسماً يومياً في صحيفة يومية خارج الأقسام النسائية. موضحة أنه قد تم منحها الصلاحيات كافة التي مُنحت لنظرائها الرجال.
وقالت: «واجهتُ بعض الصعوبات في البداية نظراً إلى أن بعض الرجال لم يكن متقبلاً فكرة أن ترأسه امرأة، لكني تجاوزتها بسرعة لم أتوقعها، وكسبت احترام الجميع ولله الحمد».
وعن التجربة الروائية استهلت حديثها بالإشارة إلى نبوءة الروائي الطيب صالح عندما سُئل قبل نحو ربع قرن عن سبب عدم ظهور الرواية في السعودية مقارنة بما هو في بقية البلدان العربية فقال: الرواية في السعودية سوف تكتبها المرأة.
وبعد أن قدمت عرضاً تاريخياً سريعاً للرواية السعودية انتقلت للحديث عن روايتها (نساء المنكر)، وذكرت أنها سعت إلى طرح رؤية تصب في نهر الكتابة النِسوية العربية، وقالت: «حاولت أن أثقلها بالجرأة على اختراق التابوهات التقليدية والاشتغال على المسكوت عنه في المجتمع السعودي من خلال طرح إشكاليات إنسانية تمثل المرأة بؤرتها عبر علاقاتها الرئيسة بعناصر البيئة المحيطة؛ لتكشف عن هوة شاسعة، وبين المرأة والمجتمع من جهة أخرى؛ فتتعرض بطلة الرواية للسجن والاضطهاد بسبب علاقة عاطفية».
إضاءات:
* تميز الحوار الذي دار بين الحضور وضيفة الأمسية بالعمق، وتم طرح الكثير من الأسئلة حول المرأة السعودية والعربية.
* بعد أن انتهى الحوار حضر الشعر العامي فقدّم الشاعر السعودي الدكتور صالح الشادي قصيدة، وقدّم الشاعر الأردني قصيدة.
* وختم مدير الندوة الشاعر العراقي محمد نصيف الأمسية بقصيدة عن المرأة.