إذا ذُكرت أعمال الخير والبر والإحسان في هذا المجتمع فإن رجلاً اسمه (عبدالله البصيلي)، الذي انتقل إلى رحمة الله يوم الجمعة 27 شعبان 1432هـ، ودُفن في مسقط رأسه (محافظة البكيرية)، يتسنم ذروة قائمتها. وهذا ليس كلامي فحسب، بل كلام كثير من الناس و»ألسنة الخَلْق أقلام الحق»؛ فله في كل منطقة ومحافظة بصمة إنسانية لا تُمحى: مسجد، جمعية خيرية، مستوصف ومركز لغسيل الكلى.. ووصلت أعماله الخيرية إلى مجتمعات عربية شقيقة.
تعرَّفتُ عليه لأول مرة عام 1384هـ، ورأيته رجلاً عاقلاً، حكيماً، مهذباً، إنساناً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ولو لم يكن كذلك لما تركت وفاته في نفوس مَنْ عرفه لوعة، وعمَّهم الحزن، فرحمه الله رحمة واسعة، وأدخله فسيح جناته، وجزاه على ما قام به من أعمال خيرية أحسن الجزاء.
رحل «عبدالله البصيلي» جسداً وبقي أثراً، وهو نتيجة طبيعية لعلاقة قوية بناها مع الله، وطبَّقها عملياً، فصارت الآخرة مسكناً له إلى الأبد، بعد أن التصق أكثر في أذهان المؤمنين؛ فليسعد، وليطمئن إن شاء الله، فسيجد ما قدّم من أعمال خيِّرة في {يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون} وفي {يوم تجد فيه كل نفس ما عملت من خير محضرا}.
أدرك الموت «عبدالله البصيلي» بعد أن طبق مبدأ المواطنة الحقة هدفاً ووسيلة، منخرطاً في الأعمال الخيرية، ومستحضراً البُعد التاريخي في التعامل مع الناس، صائغاً لنفسه مشروعات مع الله، ومعبّراً عن تطور الوعي بذاته. ولهذه الأسباب يبقى (عبدالله البصيلي) رمزاً من رموز الخير، نقله من دائرة اللا ممكن، إلى مستوى التحقق والتجسيد.
Badr8440@yahoo.com