إنه أمل كل إنسان أن يجد بجانبه قلباً يشعر به بآهاته قبل ضحكاته، نبحث عن هذا القلب في حياتنا فيجده من له حظ سعيد، ويظل يشقى بالبحث عنه من لا حظ له، من أين لنا بسبيل واضح نسير في دربه لنصل حتى ولو بعد حين لهذا الأمل، إنه أمل يبدو بسيطاً وقد يبدو سهلاً للذين لم يخوضوا التجربة، تجربة البحث عمّن يكمل الذات، إنه لأمر صعب جداً أن تجد من تتماثل روحك بروحه، ويتلاءم فكرك بفكره ويكتمل رأيك برأيه، لا بل قد يكمل جملتك إذا تعثّرت في منتصفها.. إذن فالأمر ليس سهلاً بل جداً يحتاج لمجهود، ليس مجهود البحث، بقدر ما هو مجهود الإيمان بأنّ هناك من تستطيع التماثل معه والاندماج دون خط عودة أو تراجع ملؤه الندم، إنه القنديل الذي إذا سرت معه سيضيء لي طول طريقي زيته فكري وفكره وشعلته أرواحنا المندمجة، إنها عملية تتلاصق فيها الأرواح، نريد أن نلتصق بتوأم للروح يكون بلسماً لنا حينما تجف الحياة ويكون ضوءاً منيراً، حينما تظلم طرقات الطريق، ويكون يداً حنونة تمسح دمعة حزن تنزل لتكوي حرارتها قلوب الباكين، هل مازال الأمر سهلاً حتى لو كان صعباً لكنه جداً جدير بالبحث والمحاولة، فلنحاول في تجربة لها احتمالان إما أن نجده سراباً لا وجود له في حياتنا، أو نجده حقيقة تلمسها أيدينا، ولكن الأكيد أنه لا يمكن أن يكون سراباً حقيقياً.