أي وجع أشد من وجع الازدحام الشديد في الشوارع، الذي صارت معه الحياة ثقيلة، ولاسيما في بعض المدن مثل مدينة الرياض على وجه التحديد، وبملاينها الستة ومداءات ذلك الحراك العمراني والتجاري.. ناهيك عن تلك الأعداد الكبيرة من الموظفين والطلبة ممن يتحركون في وقت واحد جيئة وذهاباً إلى وجهاتهم.. ومما يزيد على ذلك تلك الأعداد الهائلة من العمالة التي تجوب الشوارع ترجلاً وعلى وسائل النقل المتاحة بزهيد الثمن.. كل ذلك من أسباب ذلك الازدحام الشديد في شوارعنا وطرقاتنا؛ ما يحتاج إلى معالجة سريعة وعبر أكثر من اتجاه بداية بإعادة النظر في تملك العمالة تلك السيارات القديمة جداً، وزيادة عدد الحافلات وصولاً إلى إيجاد شركات قادرة ومسؤولة تتولى جانباً من النقل في المدن بأساليب حديثة ومتطورة كأن تقوم بتوفير الأعداد المناسبة للسيارات بسائقيها التي يمكن تخصيص أماكن لها داخل المدن بحيث تكون تحت الطلب لنقل الموظف والطالب والعائلة التي ترغب في الذهاب إلى التسوق، وكذلك كل مَنْ يريد الانتقال من جهة إلى أخرى؛ فمثل ذلك مما قد يؤثر في البعض، ولاسيما العوائل، ويُحِدّ من استقدام سائقين. ولا يخفى أن البعض صار يفضل الذهاب للتسوق داخل المدن بواسطة سيارات الأجرة برغم عدم مناسبتها؛ وذلك طلباً للراحة من عناء المسافات عند إيقاف السيارة بعيداً عن المكان المراد الذهاب إليه ومن ثم العودة إليها، ناهيك عن صعوبة العثور على الموقف الذي يتم العثور عليه بالكاد.
إن قضية المعاناة من الزحام تتسبب في تعطيل الكثير من مصالح الكثيرين، كما صارت تسبب الحرج للموظفين بسبب تأخرهم عن الوصول إلى أعمالهم؛ ما يستدعي السرعة في إيجاد مثل تلك الحلول الممكنة ومن معالجات وإصلاحات كبيرة مما هو قيد التنفيذ مثل تلك الأنفاق والإصلاحات الرائعة التي صارت كل يوم تضيف المزيد من الراحة والمتعة للمدن.
a-n-alshalfan@hotmail.com