|
الجزيرة - الرياض :
شكل منتدى الرياض الاقتصادي على مدى دوراته الأربع الماضية محرك بحث مهم وقاعدة إطلاق لكثير من المسائل الاقتصادية الأكثر جدارة بالبحث والمتابعة ومرجع ذلك قدرات مهنية مشهودة في استقصاء الملفات الاقتصادية التي باتت تسجل حضورها القوي في مداولات التنمية المستدامة.
واعتمد منتدى الرياض الاقتصادي في تحقيق خططه منهجًا من الفكر الإداري والممارسة التنظيمية المعززة بالمعرفة والابتكار لضمان أوفى الخيارات في تصنيف القضايا الاقتصادية الأشد إلحاحًا على التشخيص بما يتناغم مع التوجهات الإستراتيجية للدولة في استيعاب الأجندة المستجدة في بنية الاقتصاد العالمي والتحديات المترافقة مع التحولات الاقتصادية بمؤثراتها ومؤشراتها التفاعلية الملحوظة الأمر الذي دفع القطاع الخاص لبلورة شراكة من المبادرات البناءة أبدى من خلالها استعداده للاضطلاع بأدواره الوطنية في دعم جهود الدولة لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز متطلباتها، فضلاً عن تسويق المزايا التنافسية للاقتصاد السعودي ودعم خياراته الجاذبة، وتحفيز قدراته لمجابهة معضلات اقتصاد السوق..
رؤية جديدة للتصنيف
لم يُعدُّ التصدي للاختلالات الهيكلية التي تجابه خطط النمو الاقتصادي في عالم اليوم الذي يشهد منعطفات شديدة الوعورة، مجرد جهد أحادي يتوسل المعالجات الآنية ويستند على الأمنيات، ولهذا عزز منتدى الرياض الاقتصادي خلال مسيرته التنظيمية مفهومًا جديدًا للتعاطي مع متطلبات الواقع الاقتصادي وذلك بتحديد القضايا المؤثرة على منظومة التنمية بالوقوف على معوقات النمو الاقتصادي والعمل على حل إشكالاتها البنيوية مستندًا في ذلك على الخبرات المستقاة من التجارب العالمية التي تتشابه في ظروفها وخصائصها مع تجربة نمو الاقتصاد المحلي وبما يؤدي إلى اقتراح حلول إستراتيجية قابلة للتطبيق للمساهمة في اتخاذ القرار الاقتصادي الذي يعتمد المهارة والحرفية، ولتحقيق ذلك أطلق المعنيون بفكرة التنمية المستدامة ثقافة حوارية ثرية لتعزيز شراكة متينة بين قطاعات المجتمع الاقتصادي.
آليات التنقيب
عكفت أمانة منتدى الرياض باستعداد تنظيمي على حشد طيف واسع من رجال وسيدات الأعمال ومجموعة من المفكرين والمسئولين الحكوميين والمخططين الاقتصاديين في أعمال الورشة الرئيسية للدورة الخامسة، إلى جانب استحداث لجان وفرق تعتمد أسلوب التفكير المنهجي والتشاركية وتنأة عن الحلول الفردية قصيرة المدى في تشخيص القضايا الاقتصادية وإتباع أطر تفاعلية واسعة كالورش وحلقات النقاش باعتبارها جزءًا من تمارين الإعداد الحيوية لدعم مستوى الدراسات وهي ترتيبات أدت إلى الارتفاع بمزايا الأداء البحثي وتعزيز محتوى الجودة النوعية للدراسات وكفاءة القرارات المنعكسة عنها.
تحفيز متواصل
وفرت الرعاية الملكية الكريمة لفعاليات المنتدى طوال مشواره محفزات واسعة لإكساب القضايا الاقتصادية بعدًا منهجيًا مرموقًا ظهر في العناية الرفيعة بمنتجاته وتوصيات بحوثه ذات المردود المهني المميز التي ترافقت مع الحضور الكبير والتأثير القوي لاقتصاد المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وهي الخطوة التي اتخذها المنتدى لدعم دراسات الدورة بكل ما يرقى بإثراء الأداء المعرفي والرفع من محتوى منتجاته عن طريق تشكيل فرق إشراف على دراسات الدورة الحالية الخمس التي تم انتقاؤها بمعايير مهنية اعتمدت نقاشًا مستفيضًا من بين 20 محورًا حددتها الورشة الرئيسية التي تبلورت بمشاركة متخصصة من 250 مختصًا وأكاديميًا من بينهم نحو 95 من خارج مدينة الرياض وما يوازي 58 من سيدات الأعمال والمهتمات بالشأن الاقتصادي ليقع الاختيار على القضايا الإستراتيجية الخمس الأعمق حضورًا وتأثيرًا على مسارات التنمية المحلية.
إشراف منهجي
اتّبع مجلس أمناء المنتدى برنامجًا دقيقًا للوصول إلى مقترح فني لانتقاء فرق عمل للإشراف على دراسات المنتدى بعد الانتهاء من إعداد الإطار العام الذي يحكم الدراسات الذي تطلب تجربة متواصلة من الفحص والتدقيق، حيث اعتمدت لجنة متابعة الدراسات في البحث عن فرق إشراف على دراسات الدورة الخمس بالتنقيب في مرحلته الأولى بمواقع الجامعات والاطلاع على السير الذاتية لمجموعة كبيرة من الأكاديميين وذوي الاختصاص المهتمين بمحاور القضايا المختارة، فضلاً عن استكشاف ومتابعة مساهماتهم الأكاديمية والفكرية في مجال الدراسات الاقتصادية وأنشطتهم الإعلامية، وفي قول واحد فقد احتكم المنتدى إلى الأساس العلمي الذي يربط عضو فريق الإشراف المعني بمبحث الدراسة المختارة، وهكذا تم اختيار أكثر الأعضاء اهتمامًا بمجال الدراسة المحددة، حيث يبدأ كل فريق إشراف (5 - 6 أعضاء بكل دراسة) بمتابعة دراسته وتوجيهها في إطار تفاعلي يرتكز على ورش العمل وحلقات النقاش ومتابعتها مع المكاتب الاستشارية وفي تواصل تشاوري مع أمانة المنتدى، وتطلبت عدة مراحل من الفحص والتدقيق ومقارنة النتائج، لتبدأ الدراسة بالانتقال نحو مواقع جديدة في عروضها التقديمية وتعميق منهجها البحثي في منظومة متواصلة من الضبط الفني الذي يستدعي الحذف والإضافة والتوجيه والملاحظات المهمة التي تجد عنايةً كبيرةً ضمن لقاءات واجتماعات تشاورية مكثفة بين الأمانة العامة للمنتدى والجهات الاستشارية والفرق المشرفة مع التشديد على أهدافها المرسومة بدقة، وهكذا إلى أن يطمئن الفريق المشرف على كل دراسة استقرارها على صورتها المثلى باستخلاص التوصيات التي تخضع لرؤية فنية ومعرفية ذات كثافة عالية.
لجان الإشراف
1 - يمثل دراسة تقييم الاستثمار الأجنبي في المملكة أحد الأفكار الرئيسية في توجهات قطاع الأعمال لما تعكسه الدراسة من محددات إستراتيجية ترتبط بالوصول إلى قراءات سليمة حول مدى مساهمة الاستثمار الأجنبي في زيادة القيمة المضافة للاقتصاد السعودي، والفرص المتوقعة في سوق العمل وإلى غير ذلك، حيث تم اختيار مجموعة من المختصين بمجال الفكر الاستثماري لمتابعة تنفيذ المحاور الخاصة تقدمهم الأستاذ سليمان المنديل، والأستاذ فهد القاسم ود. بندر أبا الخيل، والمهندس عبد الحكيم السحلي، والأستاذ خالد القويز، ووصل عدد الاجتماعات التي عقدوها لمداولة الدراسة 9 اجتماعات.
2 - تشارك د.أحمد عيسى ود.محمد البدر ود.عبدالعزيزالهزاع والأستاذ عبد العزيز الأحمدي ود. عيد الشمري ود. محمد آل ناجي الفريق المشرف على دراسة التعليم الفني والتدريب التقني عبر 12 اجتماعًا في تشخيص الموقف الراهن للتعليم الفني والتدريب المهني في جميع أبعاده للوصول إلى متطلبات القطاعات المختلفة، وتحليل مصادر العرض والطلب للعمالة الفنية كمًا ونوعًا.
3 - أكثر ما يجابه المخططين الإستراتيجيين في مبحث التوازن التنموي موضوع الفجوة بين المناطق الجغرافية ولأن هذا العرض يُعدُّ من ضمن استحقاقات تحقيق التنمية المستدامة فقد أطلق المنتدى دراسة مهمة بعنوان (رؤية لتحقيق التنمية الإقليمية المتوازنة) للوقوف على ممكنات تضييق الفجوة التي تمثل أبرز تطلعات صانع القرار، حيث أشرف على الدراسة كل من: د. أحمد صلاح ود. سعيد الهاجري د. أحمد السناني ود.بدر الحمدان وتشاركوا 14 جلسة من الاجتماعات والمداولات وحلقات النقاش.
4 - لم تقف دراسة (تطوير النقل الداخلي داخل المدن) التي استغرقت 10 اجتماعات للفريق المشرف، على البُعدين الثقافي والبيئي فقط، بل هدفت إلى تشخيص البنية التحتية ووضعية الطرق والتخطيط العمراني والتشريعات والكلفة، ووجدت محاورها المهمة متابعة حثيثة من الفريق المختص المشرف على الدراسة الذي ضم د.عبد الجليل السيف، ود. مساعد المسيند، م. عبد الله الفايز، وم. عبد الله الفايز، وم. فهد الفوزان، واللواء فهد البشر.
5 - تأتي دراسة (الأمن الغذائي بين الزراعة المحلية) امتدادًا للمناقشات التي تبناها المنتدى للقضايا الإستراتيجية المتصلة بالأمن الغذائي وتستأثر الدراسة بعرض الإستراتيجيات الزراعية المنفذة، وتحديد الخيارات حول ما يجب زراعته وما يجب استيراده فضلاً عن جدوى الاستثمار الخارجي لتحقيق الأمن الغذائي، حيث أشرف على الدراسة فريق من ذوي الدراية الاختصاص، د. محمد القنيبط، الأستاذ سمير قباني، د. خالد الراجحي، د. عبد العزيز داغستاني وماجد الخميس، حيث تحاوروا في اتجاهات عدة لتغطية محاور الدراسة عبر 9 اجتماعات.