الرياض - الجزيرة

يمثل 18 يوليو الذكرى الـ 20 للاتفاق الذي تم بين جمهورية الأرجنتين وجمهورية البرازيل الاتحادية من أجل حصر استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية.

من خلال هذا الاتفاق فقد تخلت الأرجنتين والبرازيل معاً عن تطوير وامتلاك واستخدام الأسلحة النووية، وأكدتا التزامهما التام بحصر استخدام الطاقة النووية في الأغراض السلمية، ولذلك الغرض أنشأتا الوكالة البرازيلية الأرجنتينية (ABACC) لغرض حصر ومراقبة المواد النووية، ولمتابعة ومراقبة الالتزامات التي تمت في هذا الشأن.

وبعد خمسة أشهر وقع البلدان اتفاقاً مع الوكالة البرازيلية الأرجنتينية (ABACC) والوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) يسمى الاتفاق الرباعي؛ من أجل تطبيق الضمانات الشاملة على منشآتهما النووية كافة.

ومن الناحية السياسية فقد كانت هذه بمنزلة تحول كبير في طبيعة العلاقة الثنائية بين الدولتين.

بذلك فقد انتهت نهائياً القضية النووية من حيث كونها نقطة شكوك بل أصبحت ركناً أساسياً من أركان الثقة والتعاون في العلاقة الاستراتيجية بين الدولتين في أمريكا الجنوبية، من خلال عملية تفاوضية وأسس قانونية لم يسبق لها مثيل في أي منطقة أخرى.

الغالبية العظمى من البلدان في العالم تبنت الالتزامات الدولية للتحكم في المجال النووي من خلال الانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) إلا أننا بدأنا هذا المسار من خلال اتفاق ثنائي، واتفاق رباعي، وتلتهما معاهدة تلاتيلولكو، التي حولت دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي إلى منطقة خالية من الأسلحة النووية، إضافة إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT).

إن إنشاء الوكالة البرازيلية الأرجنتينية (ABACC) من الناحية القانونية يمثل تتويجاً لعملية التقارب التي بدأت مع إعلان سياسة فوز دو إيغواسو النووية المشتركة، والتي اعتُمدت في عام 1985م من قِبل الأنظمة الديمقراطية التي تمت استعادتها حديثاً في الأرجنتين والبرازيل، كما كانت، في الوقت نفسه، نقطة انطلاق لتعزيز علاقاتنا الثنائية الاستراتيجية المحورية في مجال الأمن الدولي.

في الذكرى العشرين لإنشاء هذه الوكالة البرازيلية الأرجنتينية (ABACC) الموحَّدة بدأت الوكالة المشاركة بصفة مراقب في مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA). علماً بأنها فعلياً تشارك بصفة مراقب في الوكالة الأوروبية.

علاوة على ذلك، وفي مصادفة تاريخية قبل أقل من أسبوعين ماضيين، أنشئت مجموعة الموردين النوويين (NSG) التي تضم 46 بلداً. وبما أن المجال النووي يتطلب نقل تكنولوجيات جديدة متقدمة فقد اتخذ قرار غير مسبوق باعتماد الوكالة البرازيلية الأرجنتينية (ABACC)؛ لتكون بديلاً للبروتوكول الإضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA).