في رسالة علمية تمت مناقشتها في قسم الإدارة التعليمية بجامعة الملك سعود تبيّن أن أكثر من 90% من معلمينا في التعليم العام يحصلون على تقدير ممتاز في تقويم أدائهم الوظيفي السنوي، يا ساتر!!. كيف يمكن أن تقبل عقولنا إن مستوى أداء الأغلبية الساحقة من معلمينا لا يقل عن ممتاز في الوقت الذي نشاهد ما نسبته 35% من طلابهم المستجدين في الجامعات يعجزون عن مواصلة تعليمهم الجامعي، كيف يمكن أن نصدق أن مستوى أدء 90% من معلمينا لا يقل عن ممتاز، ونحن نشاهد أداء طلابهم على الاختبارات الدولية في العلوم والرياضيات لا يكاد يقترب حتى من المتوسط العالمي، كيف نصدق أن أداء 90% من معلمينا لا يقل عن ممتاز وطلابهم يعجزون عن المنافسة حتى في مسابقة خليجية في مادة علمية مهمة مثل الفيزياء. من نصدق؟.. هل نصدق السادة مديرو مدارسنا الذين منحوا معلمينا هذه التقديرات العالية المبالغ فيها أم نصدق الاختبارات الأقليمية والعالمية التي تؤكد أن طلاب هؤلاء المعلمين يفتقدون إلى أبسط المهارات التعليمية والعلمية؟.. إذا ثبت ما تقوله تلك الرسالة التعليمية فنحن أمام قضية استهتار واضح بالعملية التعليمية.. بل نحن أمام عملية تدليس وخداع تتم ممارسته في أكثر المجالات خطورة على الوطن وهو مجال التعليم، خط دفاعنا الأول ضد التخلف. أنا هنا لا أتهم فئة بعينها بالتقصير، ولكني أطالب بالتحقق من الأمر ومعالجته.