ملف كارثة جدة الذي فتحته محكمة جدة مطلع هذا الأسبوع يُعَدّ انتصاراً للشفافية التي يتمتع بها الإعلام السعودي، وشاهداً على أهميتها في محاربة الفساد وملاحقة المفسدين.
فالعمل الإعلامي الكبير الذي رافق كارثة جدة وكاميرات الجوال التي كانت تنقل على اليوتيوب صوراً لجثث الغرقى والمقاطع التي كانت تنقل بالصوت والصورة صيحات الاستغاثة الأخيرة التي انطلقت من نساء وأطفال عاجزين ومحتجزين وسط بيوتهم وأودية المياه تغمرهم.. كل هذا كان أدلة لا يمكن إخفاؤها أو التحايل عليها.
كما أن الصحافة، إضافة إلى متابعتها الكارثة ومعها القنوات التلفزيونية الرسمية، قامت بإعادة نشر موضوعات وتحقيقات كثيرة سبق أن نشرتها على مدار سنوات، كانت تؤكد فيها أنها قامت بدورها في التنبيه مسبقاً عن الأخطاء التي قادت لحلول الكارثة دون أن تجد أي صدى من المعنيين بالأمر في أمانة جدة أو المحاكم التي تفرغ الأراضي وتقبل ببيعها للسكن، مع أنها واقعة في مجاري الأودية الممنوع السكن فيها قانوناً.
المحاكمة ستكون مفتوحة في شوال القادم، ونحن نتمنى بثها على الهواء؛ ليشاهدها العالم؛ لتكون شاهداً على العدالة الاجتماعية والجدية التي تتمتع بها قيادتنا في محاربة الفساد.
كلمة حق:
«إن الإعلام أبرز المظاهر الأساسية التي تكشف عما في الزوايا من خبايا, وهي التي تميط اللثام عن الأيدي الخفية العابثة. «الحبيب الجنحاني» بتصرف.
f.f.alotaibi@hotmail.com