Saturday  13/08/2011/2011 Issue 14198

السبت 13 رمضان 1432  العدد  14198

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

«في حالــة الجريان الدائم للزمان»، على ما يقول خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، تتجلّى قدرة رجل الدولة في استخدامه الظروف الموضوعية، بتطوراتها التي لا تقبل الجمود، الاستخدام الكفيل بتدعيم كرامة الفرد - الإنسان.

كرامة الإنسان طبيعة أساس في الإسلام النقي الصافي، في جميع مراحل تطبيقه، فيشدّ الملك عبد الله الانتباه إلى أنه من أرض المملكة العربية السعودية، «من هذا المكان، من أرض النبوّة، انطلقت دعوة الإسلام، مُعلنةً وحدانية الخالق، ومُنهيةً عبودية الإنسان للإنسان».

عبد الله بن عبد العزيز يعرف أن الظلم لم يكن «نجمة» الحكمة العربية الإسلامية، في أي عصر. فالدعوة الإسلامية انطلقت، وهي «رافعة مبادئ المساواة والحق والعدل، فتمكّنت هذه الدعوة من الوصول إلى مشارق الأرض ومغاربها، بتأثير القيم الصالحة، والقدوة الحسنة».

يتميّز عبد الله بن عبد العزيز بأسلوب الحوار، لا بأسلوب السرد التعليمي أو التقريري المباشر، لكي يبْلغَ بنا سبيل الوصول إلى الحقيقة ومُعاينتها، فيُذكّر الإنسانية المُتصارعة، مذهبياً ودينياً وعرقياً وثقافياً، أن الحضارة الإسلامية قامت بمثابة «منارة الإشعاع، فأخذت منها الحضارات الأخرى روح التسامح والعدل، وفتحت الطريق للبشرية بما أنجزته من فقه وفكر وعلم وأدب».

في جوهر تفكيره صورٌ مُفعمة بالحيوية المُحفّزة، باطنها يعتمل بروح إنسانية وثّابة، لا تعرف لحب الإنسان حدوداً ولا سدوداً.

وها إنه يتقدمنا نحو المرتفعات الشاسعة التي تُضيئها الشمس، بفضيلة التنوير التي تسْكُنُ أعماقنا، بعد أن رانَ عليها غبار الانسداد الفكري. إنها أصالة الملك عبد الله تتدفّق مثلما الشلال على أرواحنا، التي غفلت عن أن الحضارة العربية الإسلامية «كانت فيصل التنوير في عهود الظلمات».

في اعتقاد الملك عبد الله أن كلّ شخص مثل أي شخص، ومختلف عن أي شخص. وكل مجتمع مثل أي مجتمع، ومختلف عن أي مجتمع. وكل دولة مثل أي دولة، ومختلفة عن أي دولة.. والبشرية كلّها في مركب واحد.

كأن خادم الحرمين الشريفين نهرٌ تتجمّع فيه كل المياه الصافية، تُنقّب عن كوّة لكي تشقّ ساقيتها إلى الروح، من غير أن تخضع لمنطق الجغرافيا المناخية، حاثّا المجتمع الدولي على الارتفاع بنفسه «إلى مستوى المسؤولية، وأن يكون التعاون هو حجر الأساس في أي مجهود، وأن نكون جميعاً، في نظرتنا إلى الحاضر والمستقبل، أصحاب رؤية إنسانية عميقة شاملة، تتحرّر من الأنانية الضيقة، وتسمو إلى آفاق الإخاء والتكافل».

 

تأمّلات
زهدي الفاتح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة