ورد في صحيفة الجزيرة العدد 1492 تاريخ 7-9-1432 في صفحة (فن) تحت عنوان (خواطر الشقيري.. اختزال وطن بنظارة سوداء).
وقد صب جام غضبه ونقده اللاذع على برنامج خواطر، للمنتج أحمد الشقيري الذي يجوب فيه أرجاء المعمورة متنقلا بين مختلف دول العالم ليقدم للإنسان العربي حياة تلك الشعوب المتقدمة ومقارنتها بالمجتمعات العربية وما تعانيه من تأخر: حضاريا واجتماعيا وعلميا !!.
فأقول للناقد: إن الأب في بيته يراقب سلوك أبنائه ليصحح المعوج منه بالنصح والإرشاد والتوجيه للوصول إلى تربية صحيحة وسلوك سليم وكذا المدرس في فصله الدراسي والمصلحون الاجتماعيون والدعاة والمرشدون في المجتمع يوجهون أفراد المجتمع في مختلف الوسائل الإعلامية المقروءة منها والمسموعة والمشاهدة، يوجهون إلى إصلاح الخلل في أية ظاهرة سلبية في المجتمع، وهذا هو دورهم الأساسي للإصلاح.
وترتفع نسبة الإصلاح وتلافي السلبيات بالدرجة التي يكثر فيها عدد الموجهين التربويين والاجتماعيين وتفاعل أفراد المجتمع مع تلك التوجيهات. أي مجتمع لا يخلو من بعض السلوك الخاطئ أيا كان نوعه ودرجة انتشاره ولا يصحح أو يعدل هذا السلوك إلا من يضع المشرط على الجرح لإجراء ما يلزم من عمليات اصطلاحية وتوجيهية أو يتجه المصلحون إلى ما لدى الغير من الإصلاحات والتطوير في شتى أنماط الحياة ووفقا للتقدم المعرفي والتقني لدى تلك الشعوب، فيأخذوا عنهم ما هو جدير بالتطبيق ولا يتعارض مع عقائدهم أو عاداتهم وتقاليدهم الجيدة.
ولهذا فإن مجتمعاتنا العربية - والتي توصف عادة بالعالم الثالث - أحوج ما تكون لمثل هذه البرامج الهادفة والمرشدة إلى كل ما هو جديد ويخدم الإنسان المعاصر في حياته الاجتماعية أو الصحية أو المسلكية، أو حتى العلمية منها.
فنحن نحتاج لأكثر من شقيري واحد، ليعري الحياة البائسة للإنسان العربي ويكشف له مدى الرفاهية التي تقدمها سلطات تلك الشعوب لشعوبها ودرجة الاحترام وتسهيل كل سبل الراحة والرعاية بهم: صحيا وتعليميا واجتماعيا.!! فشكرا للشقيري وأكثر الله من أمثاله، لكشف الصور القاتمة، وإظهار مدى القصور في توفير الحياة الكريمة للمواطن العربي.. (إذا لم تعرف كيف يعيش جارك، فلن تستطيع المقارنة بين حياتك وحياته..!!).
عبدالله السلطان