الذين شاهدوا الجنود السوريين وهم يدخلون شوارع مدينة حماة، وهم على ظهور الدبابات، رافعين أيديهم وأصابعهم تشير إلى علامة النصر، ظنوا أن هؤلاء الجند قد استعادوا هضبة الجولان، وظنوا أن حماة التي انتشر فيها الجيش، وكانت إحدى علامات الاستيلاء على المدينة تدمير مئذنة أحد مساجد المدينة، هي المدينة «المحررة» مجدل شمس..!!
دول المحيط الإقليمي والدولي منشغلة، وتبحث عن وسيلة لوقف آلة القتل والتدمير في سوريا، والنظام لا يزال يمارس أسلوب الخداع و»الفهلوة» نفسه، الذي لا مجال له في عالم السياسة اليوم؛ فالأقمار الصناعية ووسائل الاتصال تكشف كل زيف وكل عمل يتناقض مع التعهدات الدولية وما يقوله رأس النظام. لقد اتفق الرئيس السوري مع مبعوث تركيا وزير الخارجية أحمد داوود أغلو على سحب الجيش من حماة، وأن بإمكان السفير التركي الذهاب إلى حماة للتأكد من ذلك، وفعلاً قام السفير التركي بزيارة للمدينة المنكوبة التي أخلتها القوات السورية، وانسحبت الدبابات إلى خارج المدينة، لكن بعد مغادرة السفير التركي عادت قوات الجيش إلى مواقعها نفسها، وانتشرت الدبابات في الساحات على نواصي الشوارع، فيما واصلت «الشبيحة» وعناصر الأمن والمخابرات دورهم في القبض على من شارك في المظاهرات.
في دير الزور المدينة الحدودية كان الوضع أسوأ؛ فهذه المدينة التي لم تكن في جدول زيارات السفير التركي أضاف فيها الجيش السوري إلى مهامه القمعية مهمة بشعة، تمثلت في إخلاء المستشفيات من الجرحى الذين أصابهم رصاص الجيش، وأُغلقت المستشفيات الخاصة واعتُقل أصحابها والأطباء العاملون فيها!!
ما هذا الإجرام والتجاهل لكل الدعوات المطالِبة للنظام السوري بوقف آلة القتل؟.. هذا خداع للمجتمع الدولي والعربي والإسلامي، وكأن العالم لا يملك أدوات وأجهزة تكشف هذا التحايل وهذا الزيف الذي يثبت من جديد أن النظام في سوريا لم يعد فاقداً للشرعية فحسب بل بات من الضروري سرعة التخلص منه إنقاذاً للشعب السوري.