حلم
على وقع حلم يقيم أود بقاءه يلتحف دفء أنفاس تشاطره الخباء.. هنا من وعده في ليل الأبعدين بما يقرب النوم إلى أجفانه.
وعد بأرض حلال لا يكفي، وفضاء أبيض قد لا يكون بمقدوره أن يمر فيه قرب الفجر لأن هناك من يتوجس حيرة بمن يعبرون الأرض حالمين حتى حدود الفجر الآتي.
دهشة
في خطوها الأثير على بلاطات الممر شيء يشبه الإيقاع الثائر.. هنا وهلة من دهشة تشي بصبر الحذاء النائي بأحمال أنثى تعبر ببهاء أمام مرايا حجبها الحالكة.
علاج
جلس «الحوري» في عيادة العيون الصغيرة ينتظر الطبيب. أخذ يحدق في الصور المعلقة. لمح شهاداته، ولقطات لحفلات تكريمه.. تأخر الطبيب. سأل عنه عامله الآسيوي ولم يظفر بإجابة حتى جاءه الطبيب بعد نحو ساعة متأرجحًا:
كنت يا ولدي في عيادة الطبيب المجاور، أعالج من أمراض عصرنا السكري وضغط الدم والدرقية، وتقصف دمائي. هجس «الحوري»: كنت أظن أن الطبيب لا يهرم.
القاع
قرار العتمة نجع خامد، يرتب مآسي المهمشين، والدونيين، وصائغي الأحلام الصغرى، والوعود المبتسرة.
في ركن قصي معتم يحيك العابس خيوط غزله من جديد. يرتب النهايات المحتملة لأحلامه المجدبة منذ أن هوى في قرار هذا الركن السحيق.
أقنعة
مشاغب هذا القناع، وموتور هذا الفعل الذي يلوذ فيه من أراد التملص من أمر قد يضيق عليه الخناق.. أما وإن جاءت الأقنعة ملونة فذاك حينها أقصى مراتب اللوذان، على نحو ميلاد غير مبجل لسُدَفٍ تستر غيمًا خلّب.
المألوف
ألفيت رجلاً في ممر الشقق الفاخرة تتغشاه العتمة والذهول، صاح على نحو معوج:
- فقدت مفتاح بيتي..!!
كف لبرهة وأضاف: آه تذكرت لقد أضحى مفتاحي «بطاقة» بلاستيكية ممغنطة، المألوف لم يعد لنا فيه حق أو باطل.. ها نحن في وارد أن تتحول أسرارنا إلى بطاقات ممغنطة.