|
روى الدكتور بدر بن أحمد كريم عبر كتابه «قراءة في فكر الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود» أن الملك خالد رحمه الله ارتبط بالناسب من خلال رؤيته لهم القائمة على تعامله اليومي معهم والاستماع إلى شكاواهم ومشاركتهم آلية علاجها فحقق أرباحاً إنسانية خاصة بوصفه حاكماً مزق البيروقراطية وحل محلها الديمقراطية غير المفتعلة.
وقال الدكتور بدر كريم: ارتبك الملك خالد بالناس في البادية وكان يفضل الذهاب إليهم كثيراً فحفظوا له مشاعر الحب والتقدير وإذا عرفوا بقدومه قطعوا مئات الأميال متوجهين له في محله فيجلس معهم خلال إقامته في الصحراء ويتحدث إليهم بلهجتهم ويجلس معهم الساعات الطوال.
وبلغ من ارتباط الملك خالد بالناس في البادية أنه لم تمر سنة إلا ويزروهم ويطمئن على أحوالهم وقد عشق حياتهم وتقاليدهم.
وبلغ من اهتمام الملك خالد بالناس حداً جعله يرد بنفسه على كل المحادثات الهاتفية الواردة إليه شخصياً ويعالج المسائل بحكمته وحنكته وصدقه وأبوته، ولم يكن يسمح بالاعتذار عن الرد على المحادثات حتى لو كان ذلك على حساب صحته.
وتحت عنوان «القرآن الكريم في فكر الملك خالد» قال المؤلف: كان الملك خالد يعي المعاني الواردة في الآية {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} (82) سورة الأنعام
إذاً الإيمان بالله اشعاعه أمان وباعث أمل ومثمر سكينة وهو ما فهمه الملك خالد منذ صغره في كنف أبيه وطبقه في حياته الخاصة ومشروعاته، عندما بويع ملكاً على المملكة. ومن خلال القرآن استوحى الملك خالد النظم التي أسهمت في إقامة مؤسسات المجتمع المدني.
درج الملك خالد على الاستشهاد بالقرآن الكريم في خطاباته وكلماته منها خطابه الذي وجهه إلى المسلمين عام 1397هـ متضمناً عدداً من الوصايا للخروج من الأزمات التي تواجه العالم وقد استشهد في هذا الخطاب بستة عشر آية تناولت الجدب وغور المياه وتأخر الغيث وتقوى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمسارعة إلى ما يرضي الله والحذر من أسباب سخطه والتعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق والصبر عليه، وكثرة الدعاء والاستغفار والرحمة بالفقراء والإحسان إليهم.
كان الملك خالد يحض على سكينة النفس واطمئنان القلب وهما أمل كل إنسان وبهما يتحقق الأمن النفسي له فيحيا سعيداً، هانئاً، مطمئناً.