«التاريخ يُكرِّر نفسه» مقولة يردِّدها الكثيرون، خاصة إذا ما تشابهت الأحداث، وأدت إلى مخرجات ونهايات متقاربة.
والآن، وفي خضم تطورات المشهد السوري وتلاحق الأحداث وتقاطر الوسطاء الدوليين والإقليميين، ومناشدة الأشقاء والأصدقاء، وطلبهم من النظام السوري أن يكفَّ عن إيذاء شعبه، وأن يعود للحكمة والصواب ومعالجة الأوضاع بما يحقق لشعبه السلامة ويجنبه القتل اليومي الذي تقوم به قوات النظام العسكرية.. هذه النداءات والمناشدات والوفود التي تتجه لدمشق لثني رأس النظام وحكومته عما هم مقدمون عليه، وينفِّذونه بإصرار عجيب، يتذكَّر العالم والمتابع أحداثاً لم تمر عليها فترة زمنية طويلة، وليست بعيدة عن سوريا.
ما نشهده من زيارات متتابعة لدمشق، وما نسمعه من نداءات، سبق أن مورست مع صدام حسين؛ لإقناعه بإنهاء احتلال قواته لدولة الكويت، يومها تقاطر على بغداد كبار الوسطاء الدوليين والإقليميين بدءاً من الأمين العام للأمم المتحدة ووزراء خارجية الدول الكبرى والعربية، إلا أن التعنت والشعور بالعزة بالإثم كان مسيطراً على عقل وسلوك رأس النظام السابق في العراق.
واليوم تكرر «الحكاية»، أحداث متقاربة، ومشاهِد تتكرر دون أن يأخذ من يعنيه الأمر بالعبرة والدرس اللذين يقدمهما التاريخ مجاناً لمن يقرأ، ولمن يستوعب الأحداث، ويتمعن نهاياتها.