|
المدينة المنورة - مروان عمر قصاص
عملاً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ» فإن المسلمين يحرصون كثيراً على تعجيل الفطر بعد التأكد من غروب الشمس، وهناك وسائل عديدة للتأكد من ذلك، أبرزها الأذان لصلاة المغرب.
وقد أكدت المصادر التاريخية أنه منذ عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان الأذان هو العلامة على ضرورة الإفطار حتى العصر الأموي، وقد حاول المسلمون على مر العصور ابتكار وسيلة لإعلان الإفطار إلى جانب الأذان؛ فبدأ في العصر الأموي تعليق الفوانيس على المآذن عند الإفطار، وإنزالها مع الإمساك، وشاع استخدام هذه الطريقة في العصر الفاطمي حتى حدث موقف طريف في عهد السلطان المملوكي (خشقدم) غيّر مجرى الحياة؛ ففي أول يوم من أيام رمضان سنة 865 هجرياً أراد السلطان (خشقدم) أن يُجرّب مدفعاً جديداً وصل إليه بغرض إعلان انتهاء وقت عمل العمال، وقد صادف إطلاق المدفع وقت المغرب بالضبط؛ فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان؛ فخرجت جموع الأهالي إلى القاضي في اليوم التالي؛ لينقل شكرهم للسلطان، وعندما علم السلطان بسعادتهم بذلك استحسن الفكرة، وأمر باعتماد ذلك، وزاد على مدفع الإفطار مدفع السحور ومدفع الإمساك أيضاً.
وقد افتقد أهل المدينة المنورة مدفع الإفطار منذ أكثر من عشرين عاماً رغم وجوده بوصفه مظهراً رمضانياً في العديد من مناطق المملكة. ومن المشاهد الرمضانية التي تهدف إلى إعلام المسلمين بالإفطار والإمساك يتم تشغيل فانوس في المئذنة الرئيسية عند أذان المغرب، ويتم إطفاء الفانوس وقت الإمساك، ويستطيع من يعيش بعيداً عن المدينة أن يعتمد على هذه الآلية.