حينما يكون هناك نصٌ في رسالة الهيئة العامة للطيران المدني المنشور في موقعها يقول (تميز مطاراتنا في خدمة عملائنا) ونصاٌ في أهداف الهيئة يقول (تشجيع فرص الاستثمار بقطاع النقل الجوي). يتملكني العجب. فمن ناحية أن مطاراتنا الأسوأ بلا منازع بين الدول التي يجب مقارنتنا بها وهي أما مطار دبي أو أبو ظبي أو سنغافورة أو لندن هيثرو. والعدد كثير كثير. ومن ناحية أخرى فيتملكني العجب أن الناس كما يقال نائمة في العسل من ناحية التحركات الفعلية لردم الهوة العميقة بيننا وبين الدول المقارنة والتي أوردت أمثلة لها.
أود حقيقة أن أعرف بماذا تتميز مطاراتنا في خدمة العملاء. فلتطبيق ما ورد في هذه الرسالة فهل هو في مطار عروس البحر الأحمر المتهالك؟ أو بالغبار الذي يغمر صالات مطار الرياض؟ أم في التعامل السيئ من قبل بعض موظفي المطار؟ أم في الصالات الذهبية التي يطلق عليها ظلماً وعدواناً صالات وهي غرف يتسابق مرتادوها في الخروج منها لضيقها والحاجة إلى بهلوان ليمر بين كراسيها؟ أم في التنظيم السيئ أو المنفلت لسائقي سيارات الأجرة المنتظرين صيداتهم أمام بوابة الخروج وبأسلوب أبعد ما يكون عن الحضارية والقائمة طويلة طويلة طويلة.
لأتي على عجالة إلى نقطة أخرى مهمة. ألا تعلم هيئة الطيران المدني أن هناك هيئة تسمى هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات نجحت وبتقدير امتياز بتحرير السوق؟ فأتت بمشغلين اشترطت عليهم الخبرة الدولية وملكتهم نسبه لا بأس بها من أسهم الشركة لتضمن بذلك نجاح عملية تحرير السوق وكان النجاح باهراً تشهد به المحافل العالمية. أين هيئة الطيران المدني من هذه التجربة. لماذا لم تقم بنفس العملية؟ أين المشغل الأجنبي الذي يقود تحالفاً محلياً ينهض بسوق النقل الجوي لدينا من سبات طال أمده.
سمعنا عن التخصيص ولا نعلم ما الذي خصص ولم يخصص حتى الآن. سمعنا عن تخصيص الخدمات الأرضية ومنها التموين والكلام كثر عنها هذه الأيام والتقارير لا تبشر بالخير. إذا ما هو المطلوب.
المطلوب يا سادة أن يفتح مجلس الشورى تحقيقاً متكاملاً عن هيئة الطيران المدني ويراجع أداءها منذ إنشائها ويوصي حالاً بإمكانية فتح المجال لشركات الطيران العالمية أو على الأقل الخليجية لتنقل المسافرين بين مطارات المملكة حتى يكون هناك منافسة حقيقية بين المشغلين والأصلح يبقى وغير القادر على المنافسة له مكان آخر.
المطلوب أن تجري هيئة الطيران المدني تقييماً شاملاً لمطاراتنا الدولية والإقليمية والمحلية وسلامتها للمسافرين وأن ترتقي بها إلى سمعة المملكة فالوضع الموجود في مطاراتنا أشبه ما يكون بمحطة استراحة على طريق عام ومطار الملك خالد بالرياض كمثال لا يسر صديق.
المطلوب أن تجري الهيئة تقييماً شاملاً للعاملين في المطارات على جميع المستويات وحتى العسكريين منهم فهم ليسوا فوق القانون وأن تراقب سلوكهم ما دامو في مكاتبهم أو في الصالات ومن ضمنهم كذلك سلوك وتصرفات سائقي سيارات الأجرة.
المطلوب أن تشجع الهيئة مجال الاستثمار في قطاع النقل الجوي بفعالية عن طريق إشراك ناقلين عالميين لهم خبرة وباع طويل في هذا القطاع.
المطالب كثيرة وكبيرة أعتقد جازماً بأن المسؤولين المخلصين سيتفهمونها ويعملون على تحقيقها لتحقيق ما ورد في رسالة ورؤية الهيئة والله المستعان.
alakil@hotmail.com