حسن المعشر، باذل للخير، بار بوالديه، كريم الصفح، واسع الأناة، هامة شامخة، طلعة بهية، سيرة عطرة، تواضع جم، دماثة أخلاق، حسن استقامة، ودود كل ذلك بشهادة شهود.
هذا هو فقيدنا أبو نايف الذي ابتلاه الله بمرض لم يمهله كثيراً.. وانتقل إلى رحمة ربه.
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك لمحزونون، الابتلاء سنة ربانية ماضية هي من مقتضيات حكمة الله تعالى وعدله متمثلاً وقعه في كل ما نحب ونكره.
إن الله تعالى خلق الدنيا وجعلها دار ممر وليست بدار قرار وحفّها بالمحن والابتلاءات وغمرها بالمصائب والفتن لحكمة جليلة ذكرها الله تعالى في قوله: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} (2) سورة الملك. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة).
إن الصبر على المصيبة يجعلك ترتقي في درجات الجنة كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليكون له المنزلة عند الله فما يبلغها بعمل فلا يزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها).
تالله يا ناصر.. لقد آثرك الله علينا واختارك من بيننا لتكون - بإذن الله - في منزلة عليا مع النبيين والصديقين.
أيها الحبيب: من أخفاك عنا.. من أطفأ نورك الوضاء؟..
كم أنت قاسٍ يا موت..
ولا نملك إلا الرضا..
مسنا الضر بعدك.. وإنا لفراقك لمحزونون.
استودعك الله يا ناصر.