في السنوات الأخيرة تشهد مدينة الرياض زحاماً يذكرنا بالزحام في مدينة القاهرة وهو ليس عنه ببعيد بالرغم لا مقارنة بين مدينة الرياض والقاهرة وصفها بالمتشابهة لأن مدينة القاهرة مكتظة بالسكان والإمكانيات المالية المتاحة لمدينة الرياض أفضل بكثير إذا أخذنا بالاعتبار أن المملكة من الدول الغنية بما حباها الله من ثروات نفطية ومعدنية علماً بأن المسؤولين في جمهورية مصر العربية قاموا بجهود جبارة لمواجهة هذا الزحام من خلال مترو الأنفاق والكباري المنتشرة في مدينة القاهرة وأعتقد أن هذه قدراتهم وطاقاتهم التي يملكونها.
أما بالنسبة لمدينة الرياض فالوضع غير طبيعي وفي تصاعد مستمر وسوف ينعكس على حياة المواطنين ومصالحهم مما يتطلب مواجهة معالجة هذا الزحام بحلول سريعة وحلول آجلة.
أما الحلول السريعة فتتطلب إيجاد شركات للنقل الجماعي لتكون منافسة لشركة النقل الجماعي (سابكو) التي لم تحرك ساكناً للقيام بدورها في النقل الجماعي داخل هذه المدينة حيث لا نشاهد سوى الحافلات الكبيرة التي تزيد الطين بلة، وكان من المفترض إيجاد حافلات صغيرة متواجدة في جميع شوارع المدينة بدلا من هذه الحافلات التي تسبب عبئاً في زيادة الزحام كذلك تسعيرة سيارات الأجرة التي يجب إعادة النظر فيها من قبل وزارة النقل حيث إنها مرتفعة بالرغم من رخص (البنزين) علماً بأن معظم الدول العربية سعر اللتر من البنزين يعادل ستة أضعاف سعره في المملكة ومع ذلك أجور سيارات الأجرة أقل بكثير من أسعار سيارات الأجرة في المملكة؟ إذا أخذنا بالاعتبار أن تسعيرة سيارات الأجرة لم يطرأ عليها أي تغيير بعد تخفيض تسعيرة المحروقات، أيضاً من الحلول العاجلة التصدي لظاهرة قيادة العمالة غير السعودية للسيارات المتهالكة والتي يقودها سائقوها ببطء شديد نتيجة لما تعانيه من خلل فني غير مبالين في إصلاحه المهم أن تسير أمورهم وعلى حساب المصلحة العامة وحتى إن فكروا في إصلاحها (الشق أكبر من الرقعة) مما يتطلب من المسؤولين في الإدارة العامة للمرور منع العمالة تماماً من قيادة السيارة طالما أن تأشيرته عامل، وهذا متبع في الكثير من الدول المجاورة وإذا كان لابد فممكن تطبيق قوانين صارمة من الفحص الدوري عند إجراء الفحص بالإضافة إلى التفتيش الميداني من قبل المرور لأنه يوجد المئات من السيارات التي تقودها هذه العمالة غير مفحوصة ومتهالكة ومنتهية رخصة السير.
أيضاً من الأمور العاجلة الإكثار من المخارج التي تسبق الإشارات (يوتيرن) والتي عملت في بعض الشوارع الرئيسية وحققت نتائج جيدة.
أما بالنسبة للحلول المستقبلية فهو إيجاد شبكة من القطارات داخل المدينة والتي سبق وأثيرت واقترحت إن لم يكن تم الموافقة عليها إن لم تخني الذاكرة كان من المفترض أن يبدأ العمل بها في عام 2010م ولا أدري ما هي الأسباب في عدم تنفيذها؟.
أيضاً إيجاد طرق أخرى خاصة بالشاحنات لتجنيبهم دخول المدينة كذلك تشجيع الهجرة من مدينة الرياض إلى المدن والقرى المجاورة ولا سيما الذي تعمل زوجته خارج المدينة أو بالعكس وحتى الموظفين الذين يرغبون النقل خارج مدينة الرياض كذلك التفكير في نقل الشركات والمؤسسات التي ليس لها علاقة بحياة المواطنين بشكل مباشر خارج المدينة كذلك الحد من انتشار المدن الصناعية داخل المدينة والتي نشاهد تشييدها بين وقت وآخر.
والله من وراء القصد..
- مكتب التربية العربي لدول الخليج