لن تكون القمة التشاورية لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي التي ستُعقد في الرياض يوم الثلاثاء القادم العاشر من شهر أيار (مايو الحالي) اجتماعاً عادياً وإن أُدرج تحت بند الاجتماعات التشاورية، فالظرف الحالي التي تمر بها المنطقة العربية وبالذات إقليم الخليج العربي يتطلب من قادة دول الخليج العربي التعامل بصورة تتواءم مع طبيعة هذه المرحلة.
لا نريد أن نكرر المقولات السابقة والمصطلحات التي اعتاد المتلقي سماعها، بأن المرحلة حرجة تتطلب يقظةً وتماسكاً ووحدة، بل يجب أن يكون القول مباشراً وصادقاً ولا يستهدف سوى مصلحة الخليج العربي، ولذا نقول بكل الصدق إننا جميعاً مهددون.. كبيرنا وصغيرنا، وأيضاً بكل الصدق يجب التأكيد بأننا قادرون على مواجهة هذا التحدي إن أحسنا استثمار قوانا الذاتية أحسن التعامل، وبصدق تام ينبع من صدق النوايا من خلال الفعل والتخطيط، وأن لا يخرج أحد عن السرب ليغرد خارجه معتقداً أنه بمنأى عن الخطر لأنه قادر على عقد تحالفات غير معلنة أو أنه محصنٌ بقوة أجنبية.
جميع دول الخليج العربي في سفينة واحدة، والتهديدات التي تتردد تقريباً كل يوم من طهران وحتى من بغداد وبيروت من وكلاء نظام طهران لا تترك مجالاً للاجتهاد والتحليل والتنظير، فرئيس النظام الإيراني يعتبر دول الخليج العربي وأنظمتها هشةً قابلةً للسقوط، ورئيس أركان الجيش الإيراني يعتبر منطقة الخليج العربي إرثاً ومِلكاً للفرس، وهذه الأقوال تدعمها الأفعال مثلما حصل في البحرين والكويت وما خفي من أعمال مشينة في دول خليجية أخرى.
كل هذه الأقوال والأفعال تجعل من قمة الرياض التشاورية اجتماعاً استثنائياً يجب أن تكون مواءمة تماماً مع أخطار المرحلة التي تمر بها منطقة الخليج العربي، والتهديد الجدي والسافر الذي لا يخفيه النظام الإيراني الذي استمرأ سمو أخلاق قادة وأهل الخليج العربي فزاد من مساحة شروره وعدائه للمنطقة جميعاً.