يُمنّي البعض أنفسهم بزيارة أماكن معيَّنة، ويبذلون في تحقيق أمانيهم الشيء الكبير والكثير من الوقت والمال، وهناك مَنْ هو مولع بفن من الفنون أو هواية من الهوايات فيسعى في اقتنائها والبحث عنها وجمع مستلزماتها من القديم والحديث، وأحمد الله أنني غير مبتلى أو مولع بأمر من الأمور، وإنما هي محبة وإعجاب لكل ما هو جميل، ومن ذلك الخط العربي الجميل الذي أحبه كتابة ورسماً بل ولقيت تشجيعاً من المدرسين والمسؤولين في معهد إمام الدعوة العلمي، وكنت أحد خطاطي المعهد مع زميلي الموهوب شعراً ورسماً وأحلاماً الشيخ د. سليمان الصغير، الذي يحمل مجموعة من المواهب ما زالت دفينة التسويف والهموم الأخرى!

وفي ملتقى عالمي سررت بلقاء ضم أكثر من ثلاثمائة خطاط وخطاطة من أكثر من ثلاثين دولة، والاطلاع على المئات من الأعمال بل الآلاف من اللوحات الجميلة في رسمها ومضمونها بمختلف الأحجام والألوان والخطوط، وكلما شاهدت رسماً وخطاً أقف عنده لحظات أتأمّل الجمال والحسن والبهاء، وهذه الأعمال كما ذكرت ليست أعمالاً بسيطة بل هي أعمال احترافية عالية لكبار الخطاطين في العالم الإسلامي مع لوحات لأساتذة الخط من المتوفين رحمهم الله.

والجمال الآخر في هذه اللوحات والرسوم والخطوط اختيار مجموعة من الآيات والأحاديث النبوية والحِكَم والأبيات الشعرية التي زادت الجمال جمالاً، وإليكم عينة مما بهرني وشدني في المعرض الذي حضرته أو اللوحات التي تم الاطلاع عليها أو الكتيبات التي حوت نماذج من الخطوط من القرآن الكريم: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، {وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ}، {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ}، {وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ}، {فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}، {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ}، {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً}، {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً}، {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا}، {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}، {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}، {إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}، {رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ}، {إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقّ}، {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}، {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ}، {أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}، {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، {وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ}، (يا حي يا قيوم).

ومن الأحاديث النبوية الشريفة: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي».

ومن الحِكَم والأمثال: «قيمة المرء في تواضعه»، «من كثر شكره كثر خيره»، «علو الهمة من الإيمان».