الرياض - خاص «الجزيرة»
أكد الأمين العام لمسابقات القرآن الكريم بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور منصور بن محمد السميح، على الاهتمام الكبير والعناية المستمرة بالمسابقات القرآنية، لما لها من فوائد عظيمة في تشجيع الشباب والفتيات على حفظ كتاب الله، وأشار إلى وجود العديد من الترتيبات الجديدة للمسابقة في هذه الدورة، وبث جميع فعالياتها مباشرة عبر شبكة الإنترنت عن طريق موقع الوزارة.
وأشار إلى التعاون الكبير بين جمعيات التحفيظ وأمانة المسابقة في الترشيح لها.. جاء ذلك في حوار مع د. منصور السميح.. وفيما يلي نصه:
تدخل المسابقة المحلية على جائزة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات لهذا العام 1432هـ في عامها الثالث عشر ما هو الجديد في المسابقة؟ وماذا تأملون تحقيقه في خطواتها المستقبلية؟
- بحمد الله تعالى وتوفيقه تنطلق المسابقة المحلية على جائزة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات لهذا العام 1432هـ في مدينة الرياض، هذه المسابقة وهي تدخل في عامها الثالث عشر والتي تعم المملكة بمناطقها، هذه المسابقة القرآنية المباركة وهي تحظى بالاهتمام والعناية والرعاية من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، الذي يحرص - حفظه الله - على نشر القرآن وتعلمه وتشجيع الناشئة والشباب على حفظه، ولا أدل على ذلك من احتفائه وعنايته ودعمه وحضوره - حفظه الله - المستمر للحفل الختامي لتتويج الفائزين والاحتفاء بهم.
أما بالنسبة لجديد المسابقة فعلى سبيل الإيجاز: اعتمد معالي الوزير - حفظه الله- ضم لجنة المطبوعات والبحث العلمي إلى المسابقة المحلية للعام الثاني، لما لها من الأثر الطيب على المسابقة ومن أبرز مهامها النقل المباشر لفعاليات المسابقة عبر موقع المسابقة وتسليم كل متسابق تلاوته التي تلاها على قرص (CD) على الشبكة (الإنترنت) أثناء الفعاليات، وتجهيز وتوزيع مكتبة الحافظ المنوعة للبنين والبنات التي اعتمدها مع الوزير، والمسابقات الثقافية، وكذلك تم إطلاق موقع خاص بالمسابقة على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) للعام الثاني وذلك للتواصل مع الراغبين في أخبار ومعلومات المسابقة، كما أن الأمانة بصدد إعداد برنامج عن طريق الانترنت تتواصل فيه جميع اللجان المنظمة وذلك بهدف تسهيل المهام والمعلومات ويشمل ذلك القسم النسائي المشرف على المسابقة للبنات بحيث يسهل دخول العاملين عن طريق هذا البرنامج لعمل الإجراءات اللازمة للمسابقة، كما تم إعداد لائحة خاصة بالمسابقة المحلية، حوت الأنظمة الخاصة بالمسابقة وما يتعلق بالشروط والضوابط وآلية التحكيم وقد وضعت على طريقة المواد فحوت اثنتي عشرة مادة أساسية في نظام المسابقة على وجه العموم يستفيد منها كل من اطلع على نظامها فهو دليل إرشادي مختصر يفيد المحكم والمتسابق، كما تم بحمد الله تعالى للعام الثاني التوسعة في استقطاب المرشحين للدورة التدريبية على مهارات التحكيم التي تتزامن مع المسابقة فسمح لمشاركة الجمعيات الخيرية بمناطق المملكة الثلاثة عشر دون استثناء لإتاحة الفرصة للجميع حتى ينهلوا من هذه الدورة المباركة، إضافة إلى أنه أعد منهجا جديدا (كتاب مهارات التحكيم بين النظرية والتطبيق) قامت به لجنة مشكلة للإفادة منه في الدورة التدريبية على مهارات التحكيم.
ونأمل بإذن الله - تعالى - أن نطور المسابقة وننهض بها سواء من ناحية الدعم المالي وزيادة ميزانيتها ومكافآتها أو التقني من خلال إحداث البرامج والتقنيات المعاصرة. وهي تخدم حافظي القرآن الكريم، والمهتمين بهذا الشأن، ولا زال هناك تطلع لدراسة الفروع والتوسع فيها وإحداث فروع خاصة بالقراءات، وعلوم القرآن الكريم، ودراسة إحداث فرع للتفسير المفصل وليس كما هو الحالي تفسير مفردات القرآن ليعطي بعداً كبيراً وفائدة مرجوة للمتسابقين والمتسابقات حتى يعلموا كتاب الله تعالى بتدبر فيتم تفسير القرآن الكريم تفصيلاً محكماً ليشمل الأحكام والمعاني والألفاظ وأسباب النزول وغير ذلك من علوم التفسير هذا ما نطمح إليه في خطة المسابقة القادمة وهو معمول به في بعض مسابقات عالمية.
كيف ترون مشاركة الجهات المتعاونة؟
- يشرفني أن أصوغ من الشكرِ أجزله، ومن الثناءِ أكمله للجمعيات الخيريةِ لتحفيظِ القرآنِ الكريمِ التي ما برحت تخرج الأجيال تلو الأجيالِ من الحافظين لكتابِ اللهِ تعالى، والتالين له، والمتدبرين آياتِهِ فجهودهم واضحةٌ للعيانِ، وآثارهم باقيةٌ رغمَ تعاقبِ الأزمانِ، ففضلهم عمَّ القاصي والداني ونورهم لا يخفى على ذي لب، جعل الله ذلك في ميزانِ أعمالِهم الصالحةِ يومَ تكشف الضمائر وتُبلى السرائرُ، ولا شك أن للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم أثراً كبيراً في التعاون مع الأمانة العامة للمسابقة مما حقق ولله الحمد النجاح، فإن الجمعيات تتعاون بشكل كبير مع الأمانة لترشيح المتسابقين والمتسابقات وكذلك تم إسناد ترشيح المتدربين والمتدربات عن طريق تلك الجمعيات في مناطق المملكة كلها، وقد لمسنا التفاعل والانضباط في المواعيد والمبادرة في كل ما من شأنه خدمة القرآن الكريم وتسهيل عملية المشاركة وهذا بفضل الله تعالى ثم هؤلاء القائمين على مثل هذه الجمعيات، وكذلك إدارة تعليم البنات بالتربية والتعليم والفريق النسوي المنظم للمسابقة لهم جهد كبير وتعاون في إنجاح وتحقيق أهداف المسابقة.
تواجد الحفظة في مكان واحد لعدة أيام كيف يمكن الاستفادة من هذا التجمع في تعميق الأخوة والترابط بينهم؟
- لا شك أن كتاب الله تعالى يجمع تلك القلوب التي حملت القرآن الكريم، فنجد التلاحم والألفة والمحبة تسود أجواء تلك المسابقة، ويعيش الجميع جوّاً روحانياَ ملئه المحبة والإيمان، والسكون والطمأنينة وهذه من بركات القرآن الكريم التي يقطف ثمارها كل من عمل في ميدان كتاب الله تعالى، إن أهل القرآن قلوبهم متراحمة صافية خيرهم للغير كثير ونفعهم عميم، يرتلون القرآن ترتيلاً ويطبقونه في حياتهم فهم قدوة للآخرين وهذه من بركات القرآن الكريم، جمعهم كتاب الله فكانوا أخوة متحابين من شتى أنحاء المملكة الغالية.
كيف ترون أهمية مشاركة البنات في المسابقة وإمكانية الاستفادة منهم خاصة أنهم من حفظة الكتاب الكريم؟
- لقد اهتم المسؤولون في الوزارة وعلى رأسهم معالي الوزير بمشاركة البنات في المسابقة المحلية، لما لذلك من أثر كبير في الفائدة المرجوة التي تعود بالنفع والخير الكثير لتلك الفئة الحافظة لكتاب الله تعالى خاصة أنه يوجد ولله الحمد في السنوات الأخيرة الماضية حافظات للقرآن الكريم تخرجوا من دور التحفيظ ومدارس تحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في جميع مناطق محافظات وقرى المملكة، وقد هيئت الفرصة لدخولهن في المسابقة وخفف عنهن في شرط الالتحاق بالمسابقة في شرط العمر فأتيحت الفرصة للبنت المشاركة حتى سن الثلاثين من عمرها تلبية لرغبتهن في المشاركة، وقد تحقق ولله الحمد من تلك الحافظات اللواتي أتيحت لهن الفرصة واستطعن أن يتنافسن على مستوى المحافظات ثم المناطق ثم الدخول للتصفيات النهائية في الرياض وقد نفع الله بهن وأستفيد من تلك الحافظات في انضمامهن للجنة التحكيم على مستوى المحافظات والمناطق، وقد استقطبت الأمانة العامة بعض تلك الفتيات ممن تميزن بالحفظ والإتقان والفوز بانضمامهن للدورة التدريبية على مهارات التحكيم خلال السنوات الماضية، وهذا ينطبق على البنين كذلك فتمت بحمد الله الاستفادة من هؤلاء الفائزين لدخولهم في الدورة التدريبية وهذه من بركة القرآن الكريم فلله الحمد أولاً وآخراً.
شكلت لجـــان للإعــداد للمسابقة نريد إلقاء الضوء عليها؟
- في كل دورة تدريبية يعتمد معالي الوزير الخطة التنفيذية للمسابقة ويتم اعتماد اللجان العاملة في هذه المسابقة فهي ولله الحمد تقوم بدورها والأعمال المناطة بها وفق الخطة لكل لجنة وحسب المهام فهناك عدة لجان منها: لجنة المسابقات وشؤون التحكيم، ولجنة العلاقات العامة والإعلام، ولجنة المطبوعات، واللجنة المالية، والأمانة العامة تقوم بحكم الاختصاص بالإشراف العام على هذه اللجان والجميع ولله الحمد متعاون خدمةً للقرآن الكريم وأهله.
كلمة أخيرة ترغبون إضافتها؟
- أقول حُقَّ لنا أن نبتهجَ برعايةِ أميرِنا المحبوبِ صاحبِ السموِ الملكي الأميرِ سلمانَ بنِ عبدِ العزيز وهو يرعى هذه المسابقةَ الغراءَ ويدعمها وهي في دورتها الثالثة عشرة، ولم تكنْ هذه الرعايةُ، وذلك الاهتمامُ، إلا من شرفِ العنصرِ الكريمِ، حيث الأصلُ الراسخُ، والفرعُ الشامخُ، أميرٌ لا قصورَ في نداه إلا أنه يبذلُ الجهدَ ويستنفدُ الطاقةَ لدعمِ مشاريعِ حفظِ القرآنِ الكريم، وتأبى يمناه إلا أن يكرمَ الحافظين للقرآنِ الكريمِ والدارسين له.
وإنني في هذا المقامِ أتوجّهُ بأصدقِ التهاني، وأجملِ الأماني لكلِّ المشاركين في هذه المسابقةِ، فهنيئاً لكم حفظَ كتابِ اللهِ تعالى، وعليكم بالمراجعةِ والمتابعةِ، وإياكم والبعدَ عن علماءِ هذه البلادِ، فهم الموردُ العذبُ والمنهلُ الزلالُ، أقرَّ اللهُ بكم أعينَ أهليكم، ونفع بكم البلادَ والعبادَ، ووقاكم شرَّ الأشرارِ وكيدَ الفجارِ.
