توسط خشبة المسرح كم اعتاد دوماً.. هذه هي اللحظة الحاسمة.. .قمة الحدث الدرامي.. حيث يلقي مونولوجه الطويل..
استعاد كل خبراته في سنوات طوال من العمل على هذه الخشبة.. كان كعادته متألقاً.. نظر إلى الجمهور أمامه يستمد منه الدافع للإبداع.. وبدأ في الإلقاء..
مر أمامه شريط سريع لحياته.. بدايات متواضعة.. نجاح محدود.. جهد وكد وتعب.. بداية الشهرة.. التألق.. النجاح.. النجومية الطاغية.. ثم تحوله إلى أسطورة يتحدث عنها الجميع.. تصاعدت نبرات صوته كأنها كانت تتسلق معه درجات النجاح.. حتى وصل إلى ذروة الحوار..
جلجل صوته في أرجاء المكان وهو يختم حواره الطويل.. ثم أنهى كلماته بتلك الحركة التي تدرب عليها طويلاً وهو ينحني منكفئاً على نفسه.. حتى تشتعل أكف الجمهور بالتصفيق..
ملأته الهتافات وتحية الجمهور الحارة بالسعادة.. وغمرته بذلك الشعور الذي يرفعه محلقاً في سماوات عالية من النشوة..
رفع رأسه وانحنى مجدداً ليحيي الجمهور.. كرر التحية مرات ومرات.. ثم غادر المسرح المظلم.. وهو يلوح بيده محيياً المقاعد الخالية.